قال باحثًا عن حلٍّ يدفع عن صدره الضيق:
“مللتُ هذا السجن..
تعبتُ من الاسمنت والاسفلت..
انهكتني التكنلوجيا وأصواتُها المزعِجة..
أحِنُّ لطبيعتي.. أبحثُ عن التراب.. أتوقُ إلى دفئ النار.. أتطلَّعُ إلى ساعة أخلو فيها مع صوت البحر ورائحة أمواجه..
كم أنا مشتاقٌ إلى (أنا)”..
هكذا هي حياتُنا اليوم، وليس من المقبول أن نفكِّر في الانسلاخ عن اسمنتها واسفلتها وتكنلوجياتها..
ولكن، من المهمِّ أن نفكِّر بجدِّيةٍ في إجازات بين الحين والآخر، نرجع فيها إلى الطبيعة التي تُناغِمُ تكويننا..
نحتاج إلى ماءِ الطبيعة، وترابِها وألوانِها من أخضرٍ وأصفرٍ وأحمرٍ..
نحتاجُ إلى التخلُّص لساعةٍ من صخبِ الحياةِ وتوحُّشِ مصنوعات الإنسان..
كلمةٌ، وبعدها سلام..
الموتُ حَقٌّ بلا شك، ولكِنَّنا اليوم نُحاصِرُ أنفسَنا به..
نعيشُ في بيوتٍ تخنقُها أسلاكُ الكهرباءِ وما في حُكمِها، وفي لحظةِ توحُّشٍ منها، تلتهب نارًا فتقلبُ الشاخِصَ فحمًا..
نخرجُ إلى الشوارع في سيَّارات تُشغِّلُها انفجاراتٌ في اسطوانات المحرِّك، ومع كلِّ انفجار يشرئِبُّ عنُقُ مشروع موتٍ مأساوي..
ومعه مشاريع متسارعة تكتب قوافيها حوادث المرور..
ليست سلبية ولا ظلاميَّة ولا سوداويَّة، ولكنَّها فقط هزَّة تطلُّ من الجانب الآخر..
اللهم اصرف السوء عنَّا كما صرفته عن نوحٍ (عليه السلام) ومن اتَّخذه له سفَّانًا..
السيد محمد علي العلوي
29 من القعدة 1436 هجرية
14 سبتمبر 2015 م