((حسابات الاحتمال وقوة المحتمل))

بواسطة Admin
0 تعليق

الاحتمال هو أن يقع الأمر أو لا يقع، والمحتمل هو إذا وقع فما حجم الخطر حينها؟

قد يكون احتمال الوقوع لا يتجاوز ١٪، ولكن في حال تحوَّل هذا الواحد إلى ١٠٠٪، فإنَّ الخطر حينها كبيرٌ، وبالتالي، فإنَّ الاستعداد للمحتمل حِكمةٌ ناظرة له، لا للاحتمال.

 

أُقرِّبُ بمثال:

يرتكب الإنسان ذنبًّا ما، وعندَّها، ومع علمه بكونه ذنبًّا، يستبعد احتمال هجمة الموت التي تسلبه إمكان التوبة، ولو قلنا -مجازفة- أنَّ احتمال وقوع الموت لا يتجاوز ١٪، قالت الحِكمةُ:

 لو تحوَّل الواحد إلى ١٠٠، ووقع الموت فعلًا، فهل هو مستعِدٌّ لتحمُّل عسير الحساب حينها؟

 هل يمتلك ما يدفع به غضب الله تعالى؟

 فلنبتعد عن الموت، ونعيد الحسابات بمنظور دنيوي..

 

لو أراد أحدُنا الاقدام على فعل ما يستنكره المجتمع، واتَّخذ كافة التدابير ليأمن انكشاف أمره، ولكن بالرغم من ذلك فإنَّ احتمال الافتضاح يبقى قائمًا ولو بنسبة ١٪..

فلو تحوَّل الواحد إلى ١٠٠، وتحقَّق الافتضاح فعلًا، فهل استعدَّ الفاعل بما يواجه به قوَّة المحتمل؟

هل يمتلك التبريرات الكافية والمُقنِعة؟

هل يتمكَّن من تحمُّل صعوبة المقام؟

 

* عندما يتضائل احتمال الوقوع، فهذا لا يعني الاقدام على الفعل؛ إذ أنَّ حسابات المُحتمل أهمُّ من حسابات الاحتمال..

 فلنبحث عن الحِكمة لنحيا بها.. (وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا)..

 

السيد محمد علي العلوي

28 من ذي القعدة 1436 هجرية

13 سبتمبر 2015

مقالات مشابهة

اترك تعليق


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.