المؤمن عزيزٌ شامخٌ لا يظهر على رؤوس الأشهاد انكسارَ نفسٍ..

بواسطة Admin
0 تعليق

مرَّتْ بنا ظروفٌ خاصَّة سيطرت فيها أجواءٌ تُؤمن بسلوك طُرُقِ إظهار المسكنة والذلَّة من أجل إحراج خصم أو تحقيق نقطة في جولة من جولات الصراع!!

ظهر أطفالٌ في حالات من المسكنة والانكسار.. ظهرت زوجات وأمَّهات بشهقات الذلَّة وما في حكمها ومنزلتها!!

صُورٌ.. مشاهدُ مرئيَّة.. كتاباتٌ وكلماتٌ، كلُّها تحمل هذا الطابع المخالف تمامًا لما أراده لنا الله تعالى والنبي الأكرم (صلَّى الله عليه وآله) وأهل البيت (عليهم السلام)..!!

ثقافةٌ خاطئةٌ سيئةٌ بائسةٌ نشرتها أجواءٌ فيها الكثير جدًّا من الاشتباهات وضعف الدقَّة في فهم الأمور ووزنها بموازين الكتاب العزيز والعترة الطاهرة..

عيب عظيم أن يقبل المؤمنُ على نفسه وأهله وعِرضه، وأن يقبل على أيِّ مُؤمن الظهورَ على الملأ في حالة من البؤس والذلَّة والانكسار، بل هو أعظم من العيب، وإنَّما أُمسِكُ عن ذكر صفته احترامًا للمؤمنين أعزَّهم الله ورفع شأنهم..

المصيبة أنَّ هؤلاء نجحوا في نشر هذه الثقافة السيئة والعقلية البائسة بين الناس..!! يا للأسف..

تعالوا لنفهم..

أوَّلًا في مسألة الابتلاء..

ابتلاءات؟! وهل يليق بالمؤمن غيرها؟

فلنذكر القليل ممَّا قاله سادتنا من آل بيت محمَّد (صلَّى الله عليه وآله)..

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: “إنَّ لله عزَّ وجلَّ عبادًا في الأرض من خالص عباده، ما يُنزِل من السماء تُحفةً إلى الأرض إلَّا صَرَفَها عنهم إلى غيرهم، ولا بليَّةً إلَّا صَرَفَها إليهم”

عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال – وعنده سدير -: “إنَّ الله إذا أحبَّ عبدًا غَتَّهُ بالبَلاء غَتًّا (أي خنقه وغمَّه بالبلاء)، وإنَّا وإيَّاكم يا سدير لنُصبح به (أي: بالبلاء) ونُمسي”

عن محمَّد بن بهلول العبدي قال: سمعتُ أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: “لم يؤمن اللهُ المؤمنَ من هزاهز الدنيا، ولكنَّه آمَنَه مِنَ العمَى فيها والشقاء في الآخرة”

هكذا إذًا.. هدية الله وجائزته إلى المؤمن هي الابتلاء..

ثانيًا، فكيف ينبغي أن يكون المؤمنُ فيه؟

ينبغي أن يكون صابرًا عزيزًا، حزنه في قلبه وبشره في وجهه، وعينه لا تغادر قول الطاهرة العظيمة (عليها السلام): “ما رأيتُ إلَّا جميلًا”، وهذا بالرغم من قتل الحسين والعبَّاس والأكبر (عليهم السلام)، وبالرغم من السبي والقيود والتنكيل..

المؤمن عزيزٌ شامخٌ لا يظهر على رؤوس الأشهاد انكسارَ نفسٍ..

ولذلك قال أبو عبد الله (عليه السلام): “ينبغي للمؤمن أن يكون فيه ثماني خصال: (وذكر منها): وقورا عند الهزاهز، صبورًا عند البلاء”.

لاحظوا.. يقول (عليه السلام): “وقورًا عند الهزاهز”، فإذا اهتزَّ الناسُ واضطربوا في البلاءات، كان هو ثابتًا ساكن النفس وقورًا..

لاحظوا عظمةَ هذا الحديث الشريف..

قال أميرُ المؤمنين (عليه السلام): “مِن كنوز الجنَّة البر، وإخفاء العمل، والصبر على الرزايا، وكتمان المصائب”.

ليس الصبر فقط، بل كتمان المصائب..

يا أحبَّة الزهراء البتول (عليها السلام).. يا أحباب صاحب الأمر (عليه السلام).. فلنرجع قليلًا إلى رشدنا، ولنترك عنَّا هذه التسجيلات المسموعة والمرئية المستعجلة، فهي لا تليق بأمثالكم من أولاد المساجد والمآتم..

تاريخ المنشور: 28 مارس 2020 للميلاد

مقالات مشابهة

اترك تعليق


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.