يهمني كثيرًا، وبشكل أساسي، أن أقرأ للعلماء وطلبة العلم من أولاد أرض البحرين الطيبة.. أرض ابن ميثم والسيد التوبلي والماحوزي والسماهيجي.. والقدمي والغريفي والصادقي.. أرض العلمين العصفوريين الشيخ يوسف والشيخ حسين.. أرض لؤلؤة العلم ودانة الفقاهة.. أرض البحرين..
نحن اليوم نحفر في تكلسات الثقافات المغلوطة بأظفارنا وأسناننا؛ نريد أن نقول برفيع الصوت:
هذه أرض البحرين، تربتها علم، وبذرها معرفة، ونبتها فهم ورؤى.. هذه أرضنا.. هذه حاضرتنا العلمية نَاظَرَتْها حواضِرُ في الشرق والغرب..
نحن اليوم نتحمَّلُ هذه المسؤولية بسبب الفجوة في النتاج العلمي البحراني التي حدثت خلال القرن الأخير.. هي فجوة في النتاج العلمي، لا في العلم. ولو أنَّ أصحاب السماحة في هذه القرن واصلوا طريق سلفهم الصالح في التحقيق والتحبير، لكان حالنا اليوم غير الحال..
بدأتْ في هذه السنوات الأخيرة أقلامُ العلماء وطلبة العلم ومُحقِّقي كتب علمائنا الماضين تتنفَّس المسؤولية تجاه الحاضرة العلمية البحرانية العريقة، ومن هذه الأقلام قلم سماحة الفاضل الخطيب والشاعر الفصيح، الشيخ بشَّار ابن الحاج عبد الهادي العالي البحراني (دامت توفيقاته)..
لسماحة الشيخ تحقيقات ومؤلَّفات مخطوطة لم تُطبع بعد، ونحن هنا نطالبه بإصرار شديد، أن يراجعها ويرسلها للتصميم والإخراج والطباعة، فهذا حقُّنا وحقُّ هذه الأرض الطاهرة عليه وعلى الأفاضل أصحاب السماحة من العلماء وطلبة العلم..
أهداني سماحة الشيخ نسخةً من كتابه الرائع #لأني_أحبك وما إن استقرَّ بي المقام حتَّى تناولتني صفحاتُه وذهبتْ بوجداني في سياحة واسعة بين زهرةٍ عبقةٍ وبذرةِ خيرٍ وثمرةٍ تطل من بين أغصان شجرة الصلاح..
في هذا الكتاب الفريد نثر سماحةُ الشيخ العالي خلاصة تجاربه وعصارة خبراته نصائحَ ووصايا.. لفتات وإشارات وتنبيهات، ما ترك مساحةً ولا زاويةً من مساحات وزوايا إصلاح النفس وتهذيبها إلَّا ونثر منها فيها..
بلا تكلُّف ولا تصنُّع، بل هو النظر الحاضر وجدتُه نابضًا في سطور #لأني_أحبك ..
وفوق هذا وذاك، فإنَّ الكثير جدًّا، بل الأغلب من تنبيهات ولفتات الكتاب هي في الواقع عناوين لملفَّات مهمَّة لن يتركها الباحثُ إلَّا وقد غادر بها إلى بطاقات بحثٍ تُجمَع عن قريب لتُرى كتابًا يربط يومنا العلمي بأمسنا..
سماحة الشيخ بشَّار العالي.. لك منِّي صادق التقدير وعظيم الامتنان، فقد ارتقيتَ بذهني للبحث في مسائل مهمَّة وجدتُ إشاراتها ومفاتيحها في كتابك الجميل الذي سوف أعيد قراءته ثانية إن شاء الله تعالى، ولكنَّها سوف تكون قراءة بحث وتوسُّع..
كما ولا أنسى أن أنصح الأحبة من الشباب والكبار، والمثقفين وطلبة العلم باقتناء #لأني_أحبك ، وكلٌّ سوف يقرأه بحسب قوامه الفكري وسعة نظره سطحًا وعمقًا.. تحليلًا وما وراءً..
شيخنا الكريم، لا تنساني من صالح دعائك، كما لا أنساك إن شاء الله تعالى..
تاريخ المنشور: 28 مارس 2020 للميلاد