كفانا جرأةً وتهاونًا وتساهلًا في التعامل مع الأحاديث الشريفة..

بواسطة Admin
0 تعليق

أرجو الانتباه جيِّدًا..

عندما يدور أمر القرار واتِّخاذ الموقف بين تحرُّك سياسي خطير وبين الإمساك.. أو بين دخول في مناظرات عقدية مع غير الشيعة وبين عدمها.. أو ما شابه من قضايا ترجع إلى المباني الفكرية وما في حكمها، فنحن حينها ملزمون بالرجوع إلى نصوص أهل البيت (عليهم السلام) والبناء عليها..

أمَّا إذا أحرقتْ مُؤمِنًا نارٌ فليس من المعقول، ولا هو من أصول التمسُّك بالثقلين المقدَّسين أن لا يستنقذ نفسه منها ما لم يجد حديثًا شريفًا يأمره بذلك!!

فلنفهم جيَّدًا أيُّها الأحبَّة أنَّ الله تعالى لم يبعث رُسلًا وأنبياءَ، ولم يُعَقِّب بأوصياء لمجموعة من الجمادات.. أو البهائم والعجماوات!!

هو سبحانه أرسلهم لبشر عقلاء، وهم (عليهم السلام) يتعاملون معنا على هذا الأساس، ولذلك أمرهم (سبحانه) بالإعراض عن من سفه نفسه (إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ)..

يا أحبَّة.. يا إخوة.. يا أخوات..

إنَّ أحاديث اعتزال الناس والتزام البيوت وأن نكون أحلاس دورنا.. هذه كلُّها ناظرة إلى انتشار الضلال وفساد الفكر والتِيه في الثقافات والرؤى.. والظلم والجور والطغيان، وما نحو ذلك..

لا علاقة لها لا بكورونا ولا سرطان ولا زكام ولا طاعون ولا غير ذلك من أمراض..

من الطبيعي جدًا، بل ممَّا لا يحتاج إلى إعمالات عقلية ولا نظر فكري، أن يبتعد الإنسانُ عن مواطن الخطر.. مرضًا كان أو غير ذلك..

أمَّا سؤال بعض الأصحاب عن البقاء أو الفرار من الأرض أو المسجد عند حصول الوباء فهي ناظرة إلى التكليف الشرعي في موارد خاصَّة، وإلَّا فمن الطبيعي أن يفرَّ الإنسانُ من الوباء.. فتأمَّل بهدوء يا رعاك الله..

إنَّ جنوحَ البعض إلى إسقاط الأحاديث الشريفة على واقع الحدث الخارجي دون أدنى رعاية للموازين العلمية لهو في حاجة ضرورية منه لتوبة نصوحا يعلنها فيما بينه وبين ربِّه، فالأحاديث الشريفة ليست علكَة تُلاكُ متى ما أريد تبرير موقف أو دعم آخر أو شرعنة قرار!!

إذا كان هناك مرضٌ معين ينتقل بالعدوى، فكل واحد (يحط باله ويحتاط ولا يبلي نفسه ولا غيره) وخلاص يا جماعة..

اسمحوا لي.. ولكن، التعامل مع أحاديث العترة الطاهرة له موازينه وأصوله التي يعرفها العلماء..

كفانا جرأةً وتهاونًا وتساهلًا في التعامل مع الأحاديث الشريفة..

كلمة مهمَّة..

الميرزا النوري.. الشيخ إبراهيم القطيفي.. وغيرهما من الأعلام والأساطين، يبحثون مسألة جواز وحرمة رواية الحديث دون إجازة لتحمُّله وأدائه!!!

هل تنبهتم الآن إلى خطورة الأمر؟!

تاريخ المنشور: 26 مارس 2020 للميلاد

مقالات مشابهة

اترك تعليق


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.