نقضي الأيَّامَ في بيوتنا؛ فالظرف الذي نمر فيه يقتضي ذلك؛ وإلَّا فقد نُعرِّضُ أنفسَنا والآخرين لمخاطر نحن بلا شكٍّ في غنى عنها..
غير أنَّ الفِرار من تلك المخاطر المُحتملة قد يُوقِعُنا في خطر مُحتَّم!!
فلننظر بشيءٍ من الاهتمام..
قال الإمامُ الصادقُ (عليه السلام):
“من استوى يوماه فهو مغبون، ومن كان آخر يوميه شرَّهُما فهو ملعون، ومن لم يعرف الزيادةَ في نفسه كان إلى النقصان أقرب، ومن كان إلى النقصان أقرب فالموت خيرٌ له من الحياة” (الأمالي للشيخ الصدوق، ص٧٦٦)
هناك شيءٌ جرثومي يُسَمَّى #كورونا ، وهناك جهودٌ عالميةٌ لمواجهته وتخليص الناس منه..
ماذا نستطيع نحن أن نصنع؟
أمران رئيسيان:
١/ مراجعة النفس والتوبة والإستغفار والتضرُّع إلى الله تعالى.
٢/ الالتزام بما يُرشِد ويُوجِّه إليه المُختصون.
أمَّا الذي ينبغي، بل يجب أن يكون قبل هذين الأمرين وبينهما ومعهما وبعدهما، فهو العمل المستمر والجاد على الاجتهاد في الخروج من غُبن تساوي اليومين، وإلَّا فالمآل إلى الدخول في قائمةٍ من الناس موتهم خيرٌ من حياتهم!!
عندنا أمور مهمَّة جدًّا من شأنها أن تجعل كلَّ ساعة نعيشها أفضل من سابقتها..
مثلًا..
حفظ واتقان المسائل الفقهية الابتلائية، وهي موجودة في الرسائل العملية للفقهاء..
القراءة في الأحاديث الشريفة، وخصوصًا في ما يخص تزكية النفس والعشرة وما نحو ذلك من الآداب..
القراءة المتأنية في تاريخ وسيرة أهل البيت (عليهم السلام)..
لا بدَّ من تحقيق الاستزادة اليومية في الدين..
والحذر الحذر الحذر من أن يكون ذلك مجرَّدَ أعمالٍ نقوم بها لتمضية الوقت و(حرق) الأيام..
بل من المفترض أن تكون مثل هذه القراءات والمطالعات والتدارس من أهم وظائفنا اليومية مدى الحياة..
فلنعتبر ونبني على أنَّ هذا الظرف الذي نمرُّ به اليوم (منحةٌ) إلهية للمؤمنين، وليس (محنة)..
وعلينا الحذر من الكفر بها وجحدها..
واقعنا اليوم منعطفُ انطلاقٍ نحو حياة أرقى وأسمى بالعلم والمعرفة وتزكية النفس بما يرضي الله تعالى وأهل البيت (عليهم السلام)..
وأخيرًا.. .
ها هو يوم ذكرى المبعث النبوي الشريف بين أيدينا.. فليكن يومَ صيامٍ وعبادةٍ وهجرةٍ إلى الله تعالى..
فهل من مِنحَةٍ أكثر ألقًا منها؟؟
تاريخ المنشور: 21 مارس 2020 للميلاد