حديثٌ عظيمٌ.. فيه الكثير ممَّا يدخل في بناء الشخيصة السوية للمؤمن الحقّ..
أوَّلًا: كون العبد شيعيًا فهذا يعني أنَّه ممَّن يحيون عماد هذا الحياة الدنيا، وهو الوَلاية، وقد استفاض عنهم (عليهم السلام) أنَّه “ما نودي لشيءٍ ما نودي للوَلاية”؛ فهي المحور الذي تدور في أفلاكها كلُّ العبادات، وهي الأصل الذي يضمن سلامة العقيدة من التوحيد إلى المعاد.
ثانيًا: عندما يرى الشيعيُّ هذا العطاء العظيم من ربِّ العالمين على الوَلاية والتمسُّك بالعروة الوثقى وحبلِ الله المتين، فإنَّ واجب الشكر يتزايد في داخله ويستشعره من عمق وجدانه فيزداد تمسُّكًا وتدينًا والتزامًا، فيكون هذا الحديث من مبادئ السلوك المستقيم إلى الله تعالى وجميل رضاه..
ثالثًا: يعظم أمرُ الآخرة في نفس المؤمن كلَّما صغُرَتِ فيها الدنيا، وهذا الحديث يُصرِّح بمكانة المؤمن عند الله تعالى يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون، إلَّا من أتى اللهَ بقلبٍ سليم، والعاقل من المؤمنين يتجاوز الدنيا بما فيها لأجل آخرة يكون فيها أبيض الوجه بين يدي مولاه سبحانه وتعالى..
رابعًا: إنَّ مثلَ هذه الأحاديث الشريفة من أعظم المُعينات على الدنيا ونوائب الدهور؛ فهي داعية دافعة باعثة على الصبر والتجلد تمسُّكًا بالولاية والثبات على صراط العترة الطاهرة..
خامسًا: لا تكون معائبُ أخيك المؤمن في هذه الدّنيا حاجزًا يمنعك عن محبّته، بل يحرمك لذّة المحبّة. كيف، وهو يوم القيامةِ من المحبوبينَ عند الله سبحانه وتعالى..
وبذلك يظهر عدم صحة ما اشتبه على بعض المؤمنين عندما ذهبوا إلى أنَّ مثل هذه الأحاديث الشريفة تسبِّب تكاسل الشيعة وتخاذلهم عن التدين والتزام أمر الله تعالى.
بل على العكس تمامًا، فهي من أحاديث اشتداد التدين والالتزام، وتعاظم الحياء من الله تعالى في نفس المؤمن عندما يفهمها على نحوها الصحيح..
تاريخ المنشور: 13 مارس 2020 للميلاد