هذه إطلالة على كتاب #ملتقى_البحرين (إجازة الشيخ جعفر الستري ١٢٨١-١٣٤٢هـ للسيد محمَّد الغريفي ١٣٠١-١٣٤٣هـ)، تحقيق سماحة الشيخ #إسماعيل_الگلداري
أهمية الإجازة في الرواية:
في العادة لا يقتصر المُجيزُ على ذكره لطرقه وأنَّه يجيز لمن استجازه روايةَ ما صحَّت له روايته، ولكنَّه في الغالب يفتتح المقام يتوثيق فضائل المستجيز وما وصل إليه من علمٍ وقوَّة في الفهم، وقد يتوسَّع بذكره أحوالَ الزمان وما عليه الحال من مختلف الجهات العلمية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وما نحو ذلك..
سلك الشيخ الستري (علا برهانه) هذا الطريق الثالث، فذكر أحاول الزمان، ثَُّم صرَّح بفضل مستجيزه وما وصل إليه من درجات العلم والنباهة قبل أن يبين طرقه المتصلة إلى كتب الحديث، وفيها كلامٌ مهمٌّ طويلٌ لا يسعه المقام..
وبذلك كان تدوين الإجازة وثيقة علمية تاريخية في أرفع درجات الأهمية، وهذا ما يقف عليه وعلى دقائقه من يتمكَّن من الربط بين مفردات المدونة، فيستنتج مدى تأثير الأحوال السياسية وما نحوها في طلب العلم إقبالًا وإدبارًا..
بيَّنَ الشيخُ الستري (طاب رمسُه) شدَّة استبشاره بالخير وصلاح الأحوال عندما وقف على نباهة السيد الغريفي (علا برهانه) وعلو همته في طلب العلم والترقي في مدارج الفقاهة، ما يكشف عن مدى اهتمام الشيخ المُجيز (علت في الجنان درجاته) بالدين ومجتمع المؤمنين.
أمَّا سماحة الفاضل المُحقِّق الشيخ #إسماعيل_الگلداري فقد أجاد في عمله التحقيقي خصوصًا في التأسيس، ففتح المجال أمام الباحثين والعاملين في الدراسات التاريخية وفلسفة التاريخ للعمل في الكتاب بعد أن كفاهم تعب التحقيقات الأولية والأساسية، وعلى كُلٍّ؛ فسماحة الشيخ #الگلداري من فرسان هذا الميدان وروَّاده، فجزاه الله تعالى خيرًا..
أنصح المتابعين والمهتمين بدراسة مباحث المقدمة لكتاب الإجازة الكبرى (إجازة العلَّامة السيد حسن الصدر للشيخ آقا بزرك الطهراني) ففيها مناقشات مهمَّة في خصوص حجيَّة الإجازة في الرواية ومدى مشروعية الرواية دون إجازة؛ ما يُوقِف طالب العلم النبيه على أهمية الإجازة في الرواية، وأنَّها ليست للتبرك فحسب، بل لها دخل مباشر في بناء ثقافة المجتمع وعقلية المسؤولية تجاه الثقلين المقدَّسين..
تاريخ المنشور: 14 مارس 2020 للميلاد