جاء عنهم (عليهم السلام): “إنَّ أمرنا صعبٌ مُستصعبٌ؛ لا يحتمله إلَّا ملك مقرَّب أو نبي مرسل أو عبد مؤمن امتحن اللهُ قلبَه للإيمان”
في هذه الحادثة الخطيرة يكشف لنا جانبًا من (صعب مستصعب) موقفُ رجالٍ من أبرز فقهاء وعلماء ومُحدِّثي الشيعة بعد استشهاد الإمام الرضا (عليه السلام)
فلنركِّز ونتدبَّر..
جاء في كتاب دلائل الإمامة لمحمَّد بن جرير الطبري (الشيعي):
“فلما مضى الرضا (عليه السلام)، وذلك في سنة اثنتين ومائتين، وسن أبي جعفر (عليه السلام) ست سنين وشهور، واختلف الناس في جميع الأمصار، واجتمع الريان ابن الصلت، وصفوان بن يحيى، ومحمد بن حكيم، و عبد الرحمن بن الحجاج، ويونس بن عبد الرحمن، وجماعة من وجوه العصابة في دار عبد الرحمن بن الحجاج، في بركة زلزل، يبكون ويتوجعونمن المصيبة، فقال لهم يونس:
دعوا البكاء، من لهذا الأمر يفتي بالمسائل إلى أن يكبر هذا الصبي؟ يعني أبا جعفر (عليه السلام)، وكان له ست سنين وشهور، ثم قال: أنا ومن مثلي؟!
فقام إليه الريان بن الصلت فوضع يده في حلقه، ولم يزل يلطم وجهه ويضرب رأسه، ثم قال له:
إن كان أمر من الله (جل وعلا) فابن يومين مثل ابن مائة سنة، وإن لم يكن من عند الله فلو عمر الواحد من الناس خمسة آلاف سنة ما كان يأتي بمثل ما يأتي به السادة (عليهم السلام) أو ببعضه، أوَ هذا مما ينبغي أن ينظر فيه؟ وأقبلت العصابة على يونس تعذله”
كاد يونس بن عبد الرحمن أن يسقط في الامتحان، هذا وهو الذي قال فيه الإمام الرضا (عليه السلام): “يونس في زمانه كسلمان في زمانه”
وعن الإمام الجواد (عليه السلام) أنَّه ضمن ليونس الجنَّة على نفسه وآبائه، وشهد لكتبه الإمام العسكري (عليه السلام) إذ قال: “أعطاه الله بكلِّ حرف نورًا يوم القيامة”.
أمَّا الريَّان فقد سطر في التاريخ درسًا في العقدة الراسخة عن بصيرة عميقة تنطلق من مفاهيم عرشية عالية، لا تتأثَّر بأحوال هذه النشأة عندما تعرض على المصداق الصادق..
هذا هو الدرس الجاد الذي ينبغي لنا المداومة على حضوره والاستزادة منه..
#السيد_محمد_علي_العلوي ليلة #مولد_الإمام_الجواد (عليه السلام) ١٤٤١ للهجرة
أسعد الله أيَّامكم وبارك قلوبكم بالإيمان واليقين..
تاريخ المنشور: 4 مارس 2020 للميلاد