سواء تعلَّقَ الأمر بما أسموه (فايروس كورونا) أو بغيره، فإنَّ الذي يُمكِنُنا استفادته من المهندس المِعماري مُنحَصِرٌ في اختياراتنا لأماكن جلوسنا؛ من حيث الابتعاد -مثلًا- عن الزوايا الواقعة عرضةً للتيار الهوائي.. أقول: قد نستفيد هذا من المهندس المعماري عندما يكون الحديث عن مرض ينتقل بالعدوى (أبعد الله تعالى السوء عنَّا)..
وقد نستفيد من خرائط (google) في تحديد الشوارع الأقل ازدحامًا عندما نريد الذهاب إلى المستشفى في أسرع وقت ممكن..
كما ونستفيد من طالب العلوم الدينية في معرفة الأدعية والأذكار لدفع السوء والضرِّ وما شابه..
أمَّا الطبيب المتخصِّص فهو الجهة التي يصحُّ الأخذ عنها إن أردنا التعرَّف على طبيعة الفايروس والأعراض المرضية، وطرق الوقاية وما نحو ذلك..
ولكن ليس كل طبيب، بل ينبغي أن يكون طبيبًا معروفًا يتحدَّث في تسجيل (مرئي) أو يكون قد كتب تقريرًا ينشره موقعٌ رسمي معتمد..
لا يصحُّ لأحد هؤلاء التدخل في تخصُّص الآخر، وإنْ فعل فإنَّ ذلك يعود بلاءً على عامَّة الناس، خصوصًا مع انتشار عقلية النشر الإلكتروني دونما أقلِّ توثق أو تأكد..
وكذا الأمر مع الأخبار والإحصاءات وما نحوها، فورودها في محطَّة فضائية أو صحيفة إلكترونية لا يعني صحتها، بلا ولا يزيد شيئًا في اعتبارها، خصوصًا وأنَّ الكثير من هذه المنصَّات ناقلة وليست مُحقِّقة..
إنَّ تدخل غير المختص، ونشر غير المُتوثِّق، وكلام غير الفاهم.. بل وحتَّى من يتكلَّم في غير وقت الكلام..
كل هؤلاءِ (جهلاء) يُسَبِّبون الاختلافات والمشاكل.. والنوائب في الناس وبين العباد..
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): “لو سكتَ الجاهلُ ما اختلف الناس”.
ثمنُ السلامةِ (سكوت الجاهل).. فقط.
أن يُبقي لسانه في فيه.. فقط.
أن يُقاوم ويكبح شهوات الكلام والنشر عبر وسائل التواصل التكنلوجي.. فقط.
أن يكون جادًّا في معالجة خفَّته .. فقط.
وقد قال أميرُ المؤمنين (عليه السلام) ذامًّا: “حتى صرفتُ رأيي إلى هواكم. وأنتم معاشر أخفَّاء الهام، سفهاء الأحلام”.
تاريخ المنشور: 24 فبراير 2020 للميلاد