قلبنا الآية..ونضحك

بواسطة Admin
0 تعليق

تقبل علينا أيام هي من أعظم الأيام وليال تتنزل في بعضها الملائكة والروح بإذن الله تعالى من كل أمر لترسم صورة عناق رائعة بين التوبة الصادقة وأبواب السماء المفتحة لكل مؤمن ومؤمنة، فالحمد لله  رب العالمين.

إنه شهر رمضان الذي جعله الله (تعالى) عنوان رحمة ولطف ينتهي بالمؤمن إلى ما يضمن له رضا السماء عندما يحقق الغاية منه وهي حصول التقوى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).

وواضح لك –أيها القارئ العزيز- أن آلية العمل الرمضانية تقوم في أصلها وأساسها على كبح جماح الشهوات بفرض السيطرة التامة على البطن والفرج خصوصاً، فقد قال الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): أكثر ما تلج به أُمّتي النار ، الأجوفان البطن والفرج. وقال الإمام الباقر (عليه الصلاة والسلام): ما من عبادة أفضل عند الله من عفّة بطن وفرج.

وهذا يبدأ من الفجر ويستمر إلى الليل وكأن الله (تعالى) يدخلنا في معسكر يومي يستغرق هذا الوقت من اليوم، ومعلوم أن الفائدة من المعسكر تظهر بعده وليس فيه، أي أن أثر الصيام ينبغي أن يظهر بعد أذان المغرب وليس قبله؛ وذلك بأن يكون المؤمن قد تعلم كيفية التحكم في الأجوفين والسيطرة على شهواته ورغباته الدنيوية.

إن ما يحصل اليوم هو على خلاف ذلك، فما أن نفرغ من صلاتي المغرب والعشاء حتى تمد الموائد التي تشكلها أنواع وأنواع من الأطعمة والمشروبات، تتبعها بعد سويعات (غبقات) هنا وأخرى هناك، تسبقها جلسات في المقاهي ومتابعات حريصة لمسلسلات و (فوازير) وكل ما ليس له علاقة بأهداف شهر رمضان. فأي آية تلك التي قلبناه بقلوب باردة!!

تعال معي أيها القارئ الحبيب لنتجول في الشوارع والأسواق قبل دخول الشهر الكريم لنسجل بعض المشاهد الغريبة جداً، وغرابتها أنها تعبر –حسب الواقع- عن حال المسلمين وهم يتهيئون لاستقبال الشهر الكريم..

لشهر الصيام يستعد الناس بشراء مختلف أنواع الأطعمة وكيلوات ممتدة من اللحوم حمراء وبيضاء، وأكياس رز وعدس و (هريس) تكفي لإعالة (البحرين) على طول أشهر السنة!!

وفي الوقت الذي من المفترض أن يكون فيه شهر رمضان للعبادة والتضرع والعلم والمعرفة نسجل ألواناً من الحلويات تغرق الأسواق لدقائق قبل انتقالها لعربات الشراء!!

فأي آية تلك التي قلبناها بقلوب باردة!!

إنني أتسائل هنا عن كيفية التوفيق بين الأبعاد الروحية لشهر الصيام وبين هذا التبذير والإسراف من جهة أخرى، وخصوصاً أن تاريخ أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام) والصلحاء من شيعتهم يبين لنا كيف أن في هذا الشهر تترك الدنيا ليكون التفرغ في سبيل تطهير النفس وصقلها لمواصلة رحلة الحياة الدنيا بعيداً عن مكائد الشيطان وشباك جنوده، فأين نحن من هذه الموازين السماوية الرائعة؟

إنك أيها الشيعي الموالي تتميز عن الآخرين بتدينك وولائك الخاص لأهل بيت العصمة (عليهم الصلاة والسلام)، وهذا لا يتلائم وما يسلك منحاه الآخرون من بطر وفساد وإفساد يظهر على شاشات التلفاز والمقاهي ونوادي السمر وما تتقيحه من غيبة ولهو ولغو..

أنت شيعي لك في هذا الشهر قدوة هو أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) الذي لا يفطر على إدامين.. هل تذكر ذلك؟

هل تتأسى بعلي (عليه الصلاة والسلام) فتكسر حاجز العادات الفاسدة والتقاليد المضلة؟ إنه ميدانك فأقدم..

السيد محمد علي العلوي

21 شعبان 1430هـ

13 أغسطس 2009

مقالات مشابهة

اترك تعليق


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.