تذكروها جيِّدًا..
نعيش اليومَ منعطفًا تاريخيًا في غاية الخطورة، بل وقد نُصابُ كَمُكَوِّناتٍ مجتمعية بتدمير كارثي في الهوية وذاكرة الهوية..
تداول كثيرون وثيقةً تاريخيةً تعودُ إلى سنة ١٣٥٣ للهجرة، وفيها إعلانٌ من حكومة البحرين بمنع استعمال جهاز الفونوغراف (مشغل الاسطوانات) في السوق والمحلات والمقاهي والمنازل؛ احترامًا لأيَّام عاشوراء..
هل تخفى عليكم القيمة التاريخية والعلمية لهذه الوثيقة (الورقية)؟
حَفَظَ والدي (رحمه اللهُ تعالى) الآلافَ من الرسائل والصور الفوتوغرافية الخاصَّة والتوثيقية، والكثير جدًّا من المستندات كالعقود والوصولات والتوكيلات وما شابه، في ملفات ودفاتر (ألبومات) خاصَّة..
نحن اليوم نعي جيِّدًا أهمية صنيعه (رحمه اللهُ تعالى).. نشعر اليوم بالقيمة العالية جدًّا لتلك الأوراق المحفوظة بفهرسةٍ خاصَّةٍ وبعنايةٍ فائقةٍ..
نُرسِلُ ونستقبِلُ الكثير من الرسائل المهمَّة التي تحتاج إلى توثيق وحفظ، إلَّا أنَّها تضيع في زحمة رسائل (WhatsApp) و (emails) وما شابه..
نعم، يحفظُ بعضُنا شيئًا من الرسائل والصور حفظًا الكترونيًا (رقميًا)..
هو حفظٌ لن يكون يومًا لا في قوَّة ولا في أمان الوثيقة الورقية الملموسة..
الكثير من واقعنا اليوم مهدَّدٌ بالضياع.. بالتلاشي والاضمحلال في وسط طوفان التوارد التكنلوجي الرقمي الشرس..
الإخوة والأخوات.. اطبعوا المهمَّ من الرسائل والمحادثات والمحاورات، والصور، واحفظوها في ملفات ودفاتر (ألبومات) خاصَّة، وثِقُوا تمامًا بأنَّ التاريخ عن قريبٍ سوف يتلو لكم آيات وآيات من الشكر والعرفان..
احذروا ثُمَّ احذروا ثُمَّ احذروا الاعتماد على الحفظ التكنلوجي الرقمي مهما بدا لكم اليوم مضمونًا.. فالأمر ليس أكثر من (فايروس) وقد ينهار النظام الرقمي العالمي تمامًا..
سوف أطبع رسالتي هذه، وسوف أحفظها مع الكثير من أخواتها.. وقد يأتي يومٌ يُقال فيه: قالوا قبل مئة سنة..
تاريخ المنشور: 1 سبتمبر 2019 للميلاد