خطورة التحليلات التاريخية..

بواسطة Admin
0 تعليق

دار نقاش مع بعض الأحبَّة من المؤمنين حول شخصيات عاصرت الحدث الحسيني العظيم على امتداده منذ استشهاد الإمام الحسن (عليه السلام) وصولًا إلى حركات الثأر المتعدِّدة من بعد كربلاء..

هنا أمرٌ مُهِمٌّ ينبغي التأكيدُ عليه..

نحن نتحدَّث حول أمور قد وقعتْ فعلًا، والفرق كبير بين النظر إلى الأمر قبل وقوعه، وبين الإعمالات التحليلية بعد الوقوع.. فالتقييمُ بعد الوقوع يتناولُ (فُلانًا) ممَّن كان له الموقف (الفلاني) مع الإمام الحسين (عليه السلام). ولو أنَّ نفس محاولات التقييم كانت مع نفس (فلان) قبل اتِّخاذه لقرار الموقف، فلربَّما اختلف كثيرًا..

عندما نذهب في مهمَّة التحليل والتقييم، فالصحيح أن يتَّخذ تدوين النتائج منهج الاحتمالات والترجيحات، والحذر كل الحذر من الوقوع في مهاوي القطع والجزم، ما لم يكن الأمر واضحًا كالشمس وأبيَنَ من أمس.. فلنحذر المصادرات..

نحن في حاجة متعاظمة جدًّا إلى الالتزام المؤكَّد والدقيق بتوصيفات المعصومين (عليهم السلام) للأحداث والحركات والرجال؛ إذ أنَّ توصيفاتنا من بعد تحليلاتنا الاجتهادية تُلازمنا في مختلف مراحل وزوايا البحث والنظر، وقد تنتهي بنا إلى نتائج وأحكام وملازمات خاطئة وخطيرة..

عندما نصِفُ من تخلَّف عن نصرة الإمام الحسين (عليه السلام) بالمتخاذل، فنفس هذا التوصيف تترتب عليه أحكام، والحال أنَّ التخلُّفَ أعمُّ من أن يكون تخاذلًا أو جُبنًا أو سوء تقديرٍ أو غير ذلك..

التحليلات التاريخية على مستويات عالية جدًّا من الخطورة، ونحتاج دائمًا إلى التواصي بين المؤمنين على الهدوء والموضوعية والحكمة والحذر الشديد من الاستعجال وتجاوز المعصوم (عليه السلام) في الوصف والتوصيف..

تاريخ المنشور: 2 سبتمبر 2019 للميلاد

مقالات مشابهة

اترك تعليق


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.