بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صل على محمد وآل محمد..
إن السبل والطرق التي توصل العبد المؤمن لله سبحانه وتعالى بعدد أنفاس الخلائق، ولا شك ولا ريب إن من أفضل تلك الطرق هي سلك درب العلم والمعرفة وهو ما أكّدت عليه الروايات الشريفة الواردة عن أهل بيت العصمة عليهم السلام، فنرى من ضمن التأكيدات ما ورد عن الإمام الباقر عليه السلام “لو أتيت بشاب من شباب الشيعة لا يتفقه لأدبته” وغيرها من الروايات الشريفة التي تحث على التفقه وبذل المهج والأنفس في سبيل تحصيل العلم.
وأحد مصاديق التفقه والتحصيل العلمي الديني هو “مجالسة العلماء” ففيها ما فيها من الخير والبركة ونيل الأجر والثواب، “وقال لقمان لابنه: يا بني جالس العلماء، وزاحمهم بركبتيك فإن الله عز وجل يحيي القلوب بنور الحكمة كما يحيي الأرض بوابل السماء”، فالعلماء هم وصية رسول الله وأهل البيت عليهم السلام وهم حجة الإمام علينا فمن باب الواجب علينا أن نسعى كلُّ السعي للتقرّب منهم والإقدام على زيارتهم وذلك يبعث في نفوسهم الفرح ويحسّون بأنهم مقدّرون ومحترمون من قبل أطياف المجتمع، والشباب بطبيعة الحال متعطشين للإجابة عن أسئلتهم وشبهاتهم التي تدور في أدمغتهم خصوصًا مع تطور الزمن والتيارات الفكرية المنحرفة منتشرة بشكل مريب وتسعى ليلًا ونهارًا لكي تمرّر أفكارها في وسط الشباب ويدفعون الملايين من أجلِ سلخِ الهوية الدينية والعقدية لدى الشباب، فالالتفاف حول العلماء العاملين الناصحين في الله هو عَيْنُ الصواب وهذا ما يحث عليه أئمة أهل البيت عليهم السلام.
وما نراهُ في هذه الفترة في بلدنا البحرين الحبيب بلد العلم والعلماء من التفاف الشباب حول العلماء والمشايخ الكرام يبشّر بالخير وهذه الجلسات التي انتشرت في الآونة الأخيرة هي مصداق لقول الإمام الصادق عليه السلام “أتجلسون وتتحدثون؟ إن تلك المجالس أحبها، فأحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا” فالإمام ينظر إليكم بنظرة حب واستبشار مما أنتم فيه من تناول علوم أهل البيت عليهم السلام والمسائل التي يجب على كل مؤمن أن يتناولها ويهتم بها، فهذه الجلسات من تجربة شخصية ومن شهادات متعدّدة من بعض الإخوان إنها قرّبتهم لله سبحانه وتعالى وعمّقت في قلوبهم حب الدين والتعلم وقراءة الكتب في مختلف الجوانب، فنسأل الله الهداية والتمسّك بحب أهل البيت عليهم السلام والحرص على مجالسة العلماء الربانيّين المخلصين الباذلين أعمارهم وجهودهم لله ولخدمة الدين الحنيف وخدمة الناس. وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.
علي جعفر
14 – 3 – 2022م
9 – شعبان – 1443هـ