إعلام أهل البيت (عليهم السلام) بالمودَّة والنُصرة ll مقال لسماحة الشيخ طلال عبد الحميد الجمري

بواسطة Admin
0 تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله يحكي قول إبراهيم خليل الله: (رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ) إلى آخر القصة..

فقال (عليه السلام) ما قال إليه، يعني البيت، ما قال إلا إليهم أفترون أن الله فرض عليكم إتيان هذه الأحجار والتمسح بها، ولم يفرض عليكم إتياننا وسؤالنا وحبنا أهل البيت؟ والله ما فرض عليكم غيره.

كثرت البشائر في روايات أهل البيت (عليه السلام) لكلِّ من زار الإمام الحسين (عليه السلام) لذا نرى في كل عام الملايين من المؤمنين والمؤمنات تهوي أفئدتهم لزيارة الحسين (عليه السلام)، وكل لديه ما يحثه ويسوقه لهذه الزيارة المباركة.

إن فضائل زيارة الحسين (عليه السلام) مما لا يسع البيان لذكرها ولا العقول إحصائها؛ وكيف تحصي وما عند الله خير وأبقى!

ولكن ماذا نريد بزيارتنا للإمام الحسين (عليه السلام)؟

البعض يريد الأجر والثواب الذي يعدل حجة وعمرة، والبعض يسعى للمغفرة وتخفيف الحساب، والبعض يريد زيادة في الرزق والشفاء من كل داء. وكلها مشروعة مطلوبة لأن الحسين (عليه السلام) باب من أبواب الله تعالى، وقد أمرنا الله سبحانه أن نأتي البيوت من أبوابها (وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون).

ولكن ألا يجب علينا أن نسأل أنفسنا ماذا يريد الله تعالى ورسوله والمعصومون منا في زيارة الحسين (عليه السلام) أو زيارة أحد المعصومين؟.

إن الرواية الشريف التي صدرنا به هذه الأسطر، وغيرها من الروايات في هذا الشأن ما كانت لتفرق بين الحج والبيت المعمور وزيارة الحسين (عليه السلام) وقبره الشريف وهو بيت من بيوت الله، وهذا يشير إلى أمر في غاية الأهمية وهو ما يجب علينا في زيارتهم (صلوات الله عليهم) أمر كما في حج بيت الله ففي الزيارة يبنبغي علينا أن نقر لهم بالولاية والمودة، وقد ورد في الكافي الشريف عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: “نظر إلى الناس يطوفون حول الكعبة، فقال: هكذا كانوا يطوفون في الجاهلية، إنما أمروا أن يطوفوا بها، ثم ينفروا إلينا فيعلمونا ولايتهم ومودتهم ويعرضوا علينا نصرتهم، ثم قرأ هذه الآية (واجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم)”.

ويأتي السؤال كيف نأتي أهل البيت فنعلمهم بمودتنا ونصرتنا لهم والإقرار بولايتهم؟

ومن هذا السؤال ينقدح في الذهن أكثر من سؤال ومنها: ألا يجب أن نكون من العاملين بولايتهم؟ لكي نعطي الولاية جزء من حقها لأننا لن نستطيع أن نفي الولاية كل حقها وهي بحر عذب شاسع لذة للشاربين، وكيف نقر بمودتهم ومحبتهم ونحن نبعد كل البعد عن أخلاقهم وأوامرهم؟ أليس المحب لمن أحب مطيع؟ وكيف ننصرهم وننحن نسؤهم بأعملنا وكلامنا وأخلاقنا!.

عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: مالكم تسوؤن رسول الله صلى الله عليه وآله؟! فقال رجل: كيف نسوؤه؟ فقال: أما تعلمون أن أعمالكم تعرض عليه، فإذا رأى فيها معصية ساء‌ه ذلك، فلا تسوؤا رسول الله وسروه.

لكي نأتي أهل البيت فنعلمهم بمودتنا ونصرتنا لهم والإقرار بولايتهم لابد من تحقيق ما نقر بهم لهم وذلك من خلال محاسبتنا لأنفسنا في كل لحظة.

لابد من إعطاء الولاية حقها أولاً قبل الإقرار بها من خلال تربية النفس والإلترام بأوامرهم ونواهيهم والسير على نهجهم وخطاهم، ولكي نقر لهم بالنصرة إليهم لابد من التبرِّي من أعداهم وأولهم الشيطان الرجيم الذي يتمثل اليوم في مغريات الحياة ولذاتها وشهواتها.. لابد من نصرتهم قولاً وفعلاً.

قال الصادق (عليه السلام) لبعض اصحابه (ان الحسن من كلِ شيء حسن ومنك احسن لمكانك منا وان القبيح من كل شيء قييح ومنك اقبح لمكانك منا).

ويبقى في النفس ما يجول بحثاً عن الإجابة، ماذا يرضي الله ورسوله وأهل البيت (صلوات الله عليهم أجمعين) فنبقى بين الخوف والرجاء والله المستعان.

والحمد لله رب العالمين

 

طلال عبد الحميد الجمري

16 صفر 1440 للهجرة
كربلاء المقدسة

مقالات مشابهة

اترك تعليق


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.