إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، ولا حول ولا قوَّة إلَّا بالله العلي العظيم..
هناك مَنْ يتصنَّع السماحة طلبًا لها، فيدخل القلوب محبوبًا ودودًا، وهناك مَنْ هو مِنَ السماحةِ، لا هو وهي، بل واحدٌ عُرِفَ بها وبهِ عُرِفَتْ.
لا يدخل القلبَ، ولكنَّ القلبَ يُقبِلُ عليه ليحتضنه راجيًا منه أن يكون له سكنًا..
هكذا كان..
لم أتشرَّف بمجالسته كثيرًا، غير أنَّ مرَّات قليلةٍ كانت كافية؛ فبهاء محياه، وحلاوة لسانه، وطيب كلماته، كلُّ ذلك في أطوارٍ من نسائِمِ نورِ الإيمان وولاية الأطهار (عليهم السلام)، يُجلِّل من يلتقيه فلا يملك قلبه عن غير حبِّه والانحناء لجمال تقواه إكبارًا وإجلالًا..
يعي القاصي والداني عظيمَ ورعِهِ عن الاصطدام بمؤمنٍ هنا أو آخر هناك، ولذا، يجده الجميع في وسط الدائرة على مسافةٍ واحدةٍ من الكل، فأحبَّ المؤمنين وأحبُّوه لله وفي الله تبارك ذكره.
من هنا، لم يتخطَّ الافتجاعُ قلبَ مؤمن إلَّا وأصابه بحسرةٍ وألم، فرحيل آيةٍ من آيات التقوى والورع مثل سماحة العلَّامة الشيخ عبد الحسين الستري (قُدِّس سرُّه) ليس بالأمر الهين.
ولكن.. هكذا هي الحياة؛ تمضي بأفراحها وأتراحها، إلى أن يأذن اللهُ تعالى لوليه الأعظم (أرواحنا فداه) بالظهور لينشر راية العدل والسلام فتقر العيون بقلوب حامدة شاكرة..
نلتقي بإذن الله تعالى، في جنَّات عدنٍ مع من فقدناهم، ومن عن قريب يفقدونا، وحينها عن طيب نفس نقول، كما نقول اليوم.. الحمد لله ربِّ العالمين.
السيد محمَّد بن السيد علي العلوي
٤ صفر ١٤٤٠ للهجرة
البحرين المحروسة