بين يدي العقل (٣)

بواسطة Admin
0 تعليق

 

FullSizeRender

المنبرُ والخطباء

حتَّى نطوِّر ونُحسِّن في شيءٍ، فلا بُدَّ أوَّلًا أن نتعرَّف عليه موضوعيًا لنتمكَّن من من تشخيص مُعطِّلات تطوُّره وعوامل تحسينه، فإذا كان التشخيص بناءً على معرفةٍ موضوعية، سُمِّيت هذه الحالةُ (نقدًا)، فالنقد لغةً هو إبراز الشيء بالتقشير وما شابه.

قد يتصدَّى شخصٌ (مُقشِّرًا)، وإذا به يضرب بمقشَرتِه في شيءٍ من نفس بنيان ما يُراد تطويره بالتقشير (النقد)، كمن يذهب بقوة لانتزاع الظفر لأنَّه لا يشبه اللحم فهو دخيل وينبغي اقتلاعه!!

النقدُ علمٌ ومجموعة هائلة من المعارف، ومن المؤسف أنَّ كثرةً يتحدَّثون عنه، وقِلَّة يعون معناه ومدى خطورة تصدي غير العارف متقمِّصًا عناوين (النقد البرَّاقة).

نعم، ليس من شيءٍ إلَّا وهو في حاجة إلى تطوير وتحسين، ومن جملة الأشياء خطباء المنبر الحسيني..

كلُّنا يسمع ويرى كثرة الحديث السلبي عن المنابر وأدائها وما يرتبط بذلك من عناوين، ولكنَّنا لم نسمع نقدًا علميًا يبدأ بنا من الوقوف على طبيعة المنبر وما تحيط به من ظروف مفروضةً وغير مفروضة..

نسمع هجومًا وفقط، ولذا اختلطت الألوان وما عدنا نميِّز الضوابط والمعايير، ونتجت عن هذه الحالة تباينات هائلة في الأفهام والأذواق..

نحتاج إلى النقد دائمًا، ولكنَّ النقد علمٌ وفنٌّ، وإلَّا فهو دمار وخراب..

همسة موضوعية:
من أهمِّ مبادئ النقد، الوقوف بدقَّة على المناشئ والعلل.

مع صادق الدعاء
السيد محمَّد علي العلوي
26 من ذي الحجَّة 1437 هجرية

28 سبتمبر 2016 ميلادية

مقالات مشابهة

اترك تعليق


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.