ورد في الحديث عن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) أنَّه قال:
“فإنَّ شرَّ الإخوان من تُكُلِّفَ له”
ولكنَّ هذا لا يعني سقوط الآداب بين الأصدقاء، فالصداقة أدبٌ وخُلُق وحدودٌ واضحة تحافظ على سمو هذه العلاقة التي اشتُقَّ اسمُها من الصدق، ولذلك قال الإمام الكاظم (عليه السلام):
“لا تذهب الحِشمَةُ بينك وبين أخيك، وابق مِنها، فإنَّ ذهابها ذهابُ الحياة”.
وبالرغم من أنَّ الرسول الأكرم (صلَّى الله عليه وآله) قد نهى عن القيام للداخل، فقال:
“لا يقومنَّ بعضُكُم لبعض كما يقومُ العجمُ، بل تزحزحوا عن مكانكم”.
إلَّا أنَّ التعليل يفيد كون القيام من أجل مكانة دنيوية، ولذا، قال (صلَّى الله عليه وآله) في حديث آخر:
“من قام لأخيه المؤمن سَلَخَه الله من ذنوبه كما تسلخ الحيّة جلدها”.
ولذا، فإنَّ المحافظة فيما بين الأصدقاء والأخِلَّاء على قَدَرٍ واضحٍ من الاحترام والتقدير من شأنه أن يصون العلاقة ويبعدها عن سوء الظن وما يكيد الشيطان.
وفي هذه الأُطر الجميلة يأتي المزاح وروح الفكاهة التي هي من صفات المؤمن، فقد قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله):
“إنّي لأمزح ولا أقول إلّا حقّآ”.
وقال (صلوات الله عليه وآله الطاهرين):
“المؤمن دَعِبٌ لَعِبٌ، والمنافق قَطِبٌ غَضِبٌ”.
وقال (صلَّى الله عليه وآله):
“ما من مؤمنٍ إلّاَ وفيه دعابةٌ”.
فلا تكونن مع الصديق بلا حشمة ولا حدود، ولا تكونن معه مُحدَّدًا بحدود ضيقة، ولكن كن سمِحًا رحِب المِزاج في جوٍّ من الاحترام وحُسنِ التقدير، فآفة الصداقة الانفتاح بلا حدود، ومثل ذلك الانغلاق.
السيد محمَّد علي العلوي
4 من ذي القعدة 1437 هجرية
8 أغسطس 2016 ميلادية