نتأمَّلُها بهدوء..

بواسطة Admin
0 تعليق

عندما تكون على موعِدٍ مع رحلةِ سفرٍ أو نزهةٍ، أو عندما تخلد إلى النوم لتنتظر صباحَ وظيفةٍ جديدة أو ماشابه، فإنَّك في الغالب تستعدُّ قبل النوم بتجهيز الملابس وكلِّ ما يتعلَّق بالحدث المرتقب..!

لن تحتاج إلى من يوقظك من النوم، بل ولا حتى إلى منَبِّهٍ الكتروني؛ فأنت تعلم جيِّدًا حدودَ مسؤوليتك تجاه حدثٍ (عظيم) تنتظره..

بركة سباحة مع الأصدقاء، أو رحلة تخييم في البرِّ، أو سفرة إلى هذا البلد أو ذاك، أو وظيفة جديدة، وربَّما ليست بجديدة ولكنَّ التأخر عن (ضرب الكارد) يعني ضررًا يصيب الراتب عاجلًا..

النتيجة أنَّك تستيقظ بلا منبِّه ولا (وجع قلب) يصيب من يوقظك..

منذ أكثر من ١٤٠٠ سنة، والقرآن يصيح بتميُّز صلاة الفجر عن سائر الصلوات (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا)..

يقول (مَشْهُودًا)..
صلاة الفجر يشهدها خلقٌ خاصٌّ أوكل الله له مهمَّة الشهادة، وبالتالي فالمصلي عند الفجر يكون محطًّا لأنظار المقرَّبين من الله تعالى.. وهذا الأمر متجدِّد في كلِّ فجر..

ولكن وا أسفاه، فأمر الله تعالى هيِّنٌ عند فئةٍ ليست بالقليلة..

عندما نتجوَّل بين المساجد فجرًا، فإنَّنا نستشعر قوله تعالى (يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون)..

قد يكون الاستهزاءُ صريحًا مباشرًا، وقد يكون بالاستخفاف بتعاليم السماء، ومنها المحافظة على الصلوات، وإعمار المساجد (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ)..

يرمى المتخلِّف عن فعالية من فعاليات الدنيا بأقسى التهم التي قد تصل إلى تهمة (الخيانة) بعد الفراغ من (الجُبنِ والنكوص.. وما شابه)..

ولكِنَّهم يختلقون عشرات المبرِّرات للمتخلِّف عن الصلاة بقسميها البيتية والمسجدية.. 
هذا إن وجدوا وقتًا للحديث عنها أصلًا!!

هل أُكمِلُ؟
لا، لن أكمِل، فهو الصباح، وقد أُزعِجُ منامَ البعض..

ناموا أيُّها الأحِبَّة، فقول الله تعالى عن النهار بأنَّه معاشًا، استثنى منه البعضُ أيَّام الـ(weekends)، وبعضٌ استثنى منه كلَّ الأيَّام لمصلحة رائعة معروف الرصافي:

يا قـوم لا تتكلَّـموا إنّ الكــلامَ محـرَّمُ

ناموا ولا تستيقظـوا ما فــاز إلاَّ النُّـوَّمُ

وتأخَّروا عن كلِّ مـا يَقضي بـأن تتقدَّموا

ودَعُـوا التفهُّم جانبـاً فالخير ألاَّ تَفهـمـوا

تصبحون أيُّها الأحِبَّة (ليس الجميع بالطبع) على (نومٍ) بجميع أنواعه وألوانه..

السيد محمد علي العلوي

29 شوّال 1436 هجرية

15 أغسطس 2015 ميلادية

مقالات مشابهة

اترك تعليق


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.