السيدة الزهراء (عليها السلام)، وفي أشدِّ المواقف مفصلية عبر التاريخ، وقفت بشموخ صاحب الحق، وعلو هامة الراسخ في علمه، فانبرت أمام كبار القوم مخاطبة العقل والعاطفة معًا..
لمَ غصبتمونا حقوقنا؟
لمَ غصبتم الخلافة؟
لِمَ منعتموني إرثي؟
وأنتم يا معاشر المهاجرين والأنصار؟
لِمَ هذا السكوت؟ ألستم على دين الحق تدافعون عنه وعن قيمه ومبادئه؟
ما جرى فقد وقع، والأهم أن لا يقع ثانية، ولذا، كان من الزهراء (عليها السلام) أن وقفت لإعادة الناس إلى عقول ونفوس قوَّمها رسول الله (صلى الله عليه وآله) ببيان الرسالة الخالدة..
فجعل الله الإيمان تطهيرًا لكم من الشرك..
إلى أن قالت: وطالعتنا نظامًا للملة، وإمامتنا أمانًا من الفرقة..
كلمات أطلقتها السيدة الزهراء (عليها السلام) مطلقة جارية متى ما تحقَّق موضوعها، فالقضية لا ترتبط بتحدِّيات الصدر الأول فقط، فالتحديات متجددة، والخطاب الزهرائي يتجدد معها..
وطاعتنا نظامًا للملة، وإمامتنا أمانًا من الفرقة..
هذا ميزان وضعته الزهراء (عليها السلام) لقياس مستوى طاعتنا والتزامنا بإمامة أهل البيت (عليهم السلام)..
عندما نعاين أحوالنا، عندما ننظر إلى مدى ترابطنا، فإننا نتمكن من الوقوف على أحوال طاعتنا والتزامنا بإمامة أهل البيت (عليهم السلام)..
والسؤال هكذا:
هل نعيش في منظومة معلولة لطاعة أهل البيت (عليهم السلام)؟ وهل نحن في تقارب وتفاهم ووحدة علتها إمامة أهل البيت (عليهم السلام)؟
….
السيد محمد علي العلوي
مأتم بن خميس/ ذكرى مولد السيدة الزهراء (عليها السلام)
ليلة الجمعة 19 جمادى الآخرة 1436 هجرية
9 إبريل 2015 ميلادية
https://soundcloud.com/alghadeer-voice-com/maomxvlrwzyq