ممن روى عنه الطبري بعض وقائع كربلاء، وما أحتمله هو أنَّه لم يكن من المحسوبين على جهة دون أخرى، وهذا بالرغم من وجوده في جيش عمر بن سعد (لعنه الله)، وسيره مع حملة الرؤوس.
بعد كربلاء رُصِد مع التوابين في حركتهم المعروفة، إلَّا أنَّ موقفًا ميدانيًا لم يؤثر عنه، بل الذي سُجِّل أنَّه عاد مع العائدين بعد حلول الظلام.
تقرَّب مِن إبراهيم بن مالك الأشتر، وأخذ بالتردُّد على المختار الثقفي، ثُمَّ لاذ بالفرار بعد حملة الأخير على قَتَلَةِ الإمام الحسين (عليه السلام)، وكان الأزدي من ضمن قائمة الأسماء المطلوبة.
لم يكن نقل حميد بن مسلم عن مشاهدة مباشرة فقط، فقد كان يسأل عن ما دار ويدور، وهذا يُعالج إشكال تاريخ وجوده في كربلاء المعركة، إذ أنَّ بعض المحقِّقين يُسقط ما ورد عن حميد بن مسلم قبل التاسع من المحرَّم؛ وذلك لعدم وجوده الشخصي في الساحة المستهدفة، وما أحتمله هو:
كان حميد بن مسلم من المهتمِّين بالتأريخ رصدًا وتدوينًا، وكان يسلك كلَّ مسلكٍ يتيح له معلومةً من هنا وأخرى من هناك، فهو كما أتصوره مُوَثِّقٌ تاريخيٌّ أراه مُستَقِلًّا، ولا أعتقده محسوبًا على جهة دون أخرى.
يبدو أن آخر العهد بحميد بن مسلم كان بعد مرحلة الحجَّاج الثقفي!
أدعو إلى دراسة موضوعية لسيرة حميد بن مسلم الأزدي، لا لكونه من رواة وقائع كربلاء فقط، ولكن لاحتمال كونه ظاهرة توثيقية متقدِّمة قد نحتاجها في دراساتنا وبحوثنا العلمية.
السيد محمَّد علي العلوي
11 من المحرَّم 1437 هجريَّة
25 أكتوبر 2015 ميلادية