ساعة الصفر

بواسطة Admin
0 تعليق

لنتأمل قليلاً قول الحق –سبحانه وتعالى- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) ففيه إشارة جميلة جداً مفادها أن الصيام كشجرة طيبة تؤتي ثمارها بعد شهر رمضان المبارك، وهذا ما نفهمه عندما نتأمل قوله –جل شأنه- (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، أي أن فرض الصيام من المولى –سبحانه- كان برجاء أن يتخذ الصائم التقوى لباساً له وزاداً (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى).

إننا –أيها الأحبة- نزرع زرع الخير في شهر رمضان، وبذور هذا الزرع من عند الله –عز وجل- تفضلاً منه ورحمة، وليس من العقل في شيء أن نضيع أينع الثمار بحرقنا لزرعه مع هلال شوال الخير والبركة، لذا فإنني في هذه المقالة أوصي نفسي وإيامكم يا شيعة أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) بأن نجعل في هذا الشهر العظيم من صدورنا روضة لفيوضات الرحمن –جل شأنه-، فنحن لسنا إلا أوعيةً تتلقى، فإما من الجليل العزيز، وإلا فلا غير الشيطان وجنوده يعيثون فينا الفساد.

ساعات ونمر بأعمارنا على ليلة قرت فيها عين الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، وهي ليلة الخامس عشر من شهر رمضان التي ولد فيها السبط المجتبى أبومحمد الحسن (عليه الصلاة والسلام)، وبعدها بأيام نقف على مفترق طرق، فإما علويون نقدم هاماتنا فداء لهذا المذهب العظيم، وإما ملجميون (والعياذ بالله) نغدر بالإيمان وعنفوانه، وهي أيام استشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه الصلاة والسلام) تعقبها ليلة هي من أعظم الليالي وأشرفها، تلك التي أنزل الله –تعالى- فيها القرآن فأحيا به قلوباً تائقة لحقيقة الحياة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ).

إنها محاطات نسقي فيها زرعنا بسلسبيل من المولى –تعالى- فتخضر القلوب وتزهر استعدادا لانطلاقة الإيمان والتقوى بتحقيق الهدف من الصيام في أيام معدودات اختارها لنا الله –سبحانه-.

فلنقف الآن .. في هذه اللحظة، وبدون تردد فنعاهد أنفسنا على أن نستنقذها من المطبات المهلكة في هذه الدنيا بأن نعجل كل أيامنا رمضانية، ونحول كل ليالينا قدرية، وهذا ليس بالأمر الصعب إذا تعلق القلب بحب خالقه وتاق لشفاعة المصطفى الأمجد (صلوات الله وسلامه عليه وآله الطاهرين).

انطلاقتنا –أيها الأحبة- بعد شهر رمضان المبارك، فليكن معسكر هذه الأيام معسكراً دقيقاً نقرر فيه خط سيرنا في سنتنا الجديدة التي تنطلق مع أذان الفجر الأول بعد ليلة القدر العظيمة.

القلم في يدك .. صفحة حياتك أمامك .. وأنت صاحب القرار .. سجل في الصفحة ما تريد، فإما رضا الله –جل شأنه- وتوفيقاته، وإما فأخطبوط الأهواء والشهوات سيكون مستعداً لتلقف قلبك.

السيد محمد علي العلوي

13 شهر رمضان- 1430هـ

3 سبتمبر 2009

مقالات مشابهة

اترك تعليق


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.