يُريحُ الفهمُ النفسَ ويُبعِدُ عنها الاضطرابات والتذبذب، والتزمت والعصبيات..
في هذه المقالة أحاولُ توضيحَ مسألة ٍفي غاية الأهمية؛ لما لها من حضور جوهري في فهم بعض المعتقدات الحقَّة ونفي الاضطرابات في فهمها واستيعاب أبعادها..
لذا، أرجو بشدَّةٍ من القارئ الكريم التركيز والوعي جيِّدًا..
بسم الله الرحمن الرحيم..
العلَّةُ قِسمان: تامَّة وناقصة.
أمَّا التامَّةُ فهي التي يوجد معلولها بوجودها دون تخلُّف على الإطلاق، ومثالها الضياء والشعاع، فما إنْ يُوجَد الضياء إلَّا ووجِد الشعاع دون حاجة لأيِّ أمر آخر.
وأمَّا العلَّة الناقصة فلا يلزم من وجودها وجود المعلول، وهي على أقسام:
١/ المقتضي.
٢/ الشرط.
٣/ وعدم المانع.
٤/ المعد.
لا يتحقَّق المعلول إلَّا بتمامية أجزاء العلَّة.
مثال:
النارُ مقتضي لحصول الإحراق، ولكن بشرط مباشرتها لما يُراد إحراقه مع عدم وجود المانع مثل الرطوبة، ومع المقتضي والشرط وعدم المانع يفتقر المقام إلى المُعِد، وهو ما يحقِّق استعداد النار لإيجاد أثرها في الخارج.
لاحظوا جيِّدًا..
نحن نراهن قطعًا على أنَّ النار حارقةٌ، ولكن لا يمكننا المراهنة على احتراق هذه الورقة أو تلك الخشبة بالنار؛ لاحتمال فقدان ما يتمِّم العلَّة، وقد يكون هذا المفقود خافيًا علينا. وبالتالي، فعدم الاحتراق بالنار لا يعني أنَّ النار ليست حارقة..
قد نتعرَّض للمقتضي وفي أذهاننا أنَّه علَّة تامَّة، وعندما نفقد المعلول نشكُّ في ما تعرَّضنا إليه.. وهنا الخطورة التي قد تنتهي بالبعض إلى التشكيك في العقيدة..
والكلام في مثل هذه القضايا طويل ومتشعب، ويحتاج من المتعلم إلى طول بال ودقة في التصور والفهم..
لذا.. من الخطورة بمكان، بل قد يكون من أسباب الكوارث في الفهم والوعي الاستعجالُ في التصريحات وتبني المواقف..
أعظم الله لنا ولكافَّة المؤمنين الأجر والثواب في مصيبة وفاة سيدتنا زينب (عليها السلام)..
تاريخ المنشور: 9 مارس 2020 للميلاد