لم يكن ناعيًا فقط، وإن كان مقام الناعي رفيعًا…
كان الملَّا جواد ابن الشيخ محمَّد علي حميدان رجلًا مثَقَّفًا واسِعَ الاطِّلاع؛ فقد كان من النُخبَةِ ذات الاهتمام بالاشتراك في مراسلات النشرات والاصدارات العلمية..
كان من حسن توفيقي حصولي منه (رحمه الله تعالى) على كتيبات من إصدار (دار التوحيد للنشر)، وهي -كما أظنُّ – من مؤسَّسات حزب الدعوة الإسلامية في تلك الفترة..
كان يهديني إيَّاها في كيس ورقي بُنِّي، ويطلب منِّي قراءتها وفهمها لأنَّه سوف يختبرني فيها..
كان يستعمل ساعةً يدوية خاصَّة بالمكفوفين. يتحسَّسها بين الفينة والأخرى ليحدِّد الوقت الذي يغادر فيه المكان، ما يكشف عن جدِّه في الاهتمام بالوقت والمواعيد..
أتذكَّره بشوشًا طيِّبَ النفسِ حلوَ الكلمة..
أستبشرُ خيرًا عندما التقي اليوم ولدَه العزيز الحاج عبد الجليل، ففيه أجد عبق تلك الأيَّام الجميلة، وبلقياه يتحسَّس قلبي دماءَ المرحوم والده تجري في عروقه، فأبتسم راحةً واستقرارًا..
كانوا أكابرَ وسيبقون كذلك..
تصادف اليوم الذكرى الذكرى ٣٥ لرحيل المرحوم الخطيب الملَّا جواد حميدان (٢٠ فبراير ١٩٨٥ م)
الفاتحة لروحه
وأرواح المؤمنين والمؤمنات
@jalilhumaidan
تاريخ المنشور: 20 فبراير 2020 للميلاد