نحمدُ اللهَ تعالى حمدًا كثيرًا على ما وفَّقَ إليه مجتمعنا من التميُّز بالأخلاق الحميدة والطيبة وحُسن العِشرَة..
هذا أمر يشهد به الأبعدُ قبل الأقرب، إلَّا أنَّ مشكلةً هنا ينبغي التوقُّف عندها قليلًا..
مِنْ بعضِ ذوي الأخلاق الحسنة والراقية بين الناس من هم ليسوا كذلك بين أهلهم من زوجات أو أزواج، وآباء وأمَّهات وأولاد!!
قد يكون على مستويات عالية من تحمُّل المسؤوليات المعنوية تجاه الآخرين.. يُقدِّرهم ويظهر لهم آيات وآيات من المودَّة ولين الجانب.. ولكنَّه مع أهله إمَّا..
على خلاف ذلك تمامًا.. وإمَّا يتعامل معهم وكأنَّهم واقعٌ مفروضٌ عليه، فيماشيهم كما يماشي داءه ما مشى به.. أو غير ذلك ممَّا لا يُسمَّى لا (خير) ولا (إحسان).. وقد قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله:
“خيرُكُم خيرُكُم لأهله وأنا خيرُكُم لأهلي”
قد تكون أجواء الأسرة قاصرة عن تحقيق عوامل الاستقرار لأفرادها.. وقد تكونُ أدنى ممَّا كان يأملُه الزوجُ أو الزوجةُ أو أحدُ الأولاد.. وقد يكون غير ذلك من أسباب ربَّما دفعت في حينٍ للنفور من البيت وطلب الراحة خارجه..
إلَّا أنَّ كلَّ هذا لا ينبغي أن يُؤثِّر في العقلية السلوكية للإنسان تجاه البيئة التي وُجِد فيها، وأهم دوائرها بيئة الأسرة..
إنَّ من أسوءِ السيئات السلوكية إهانة الآخر والتعامل معه بما يشعره بصغره وعدم مقبوليته، والأكثر سوءًا أن لا يشعر صاحب هذا السلوك بسوئه!!
ينبغي لنا الانتباه دائمًا إلى أنَّ اللهَ تعالى قد خَلَقَ الإنسان كريمًا، وعلينا التعامل مع أنفسنا والآخرين على هذا الأساس، فكيف إذا كان الآخرُ زوجًا أو زوجةً أو ولدًا أو أبًا أو أمًّا؟
.
أخلاقُ الفردِ وسلوكياتُه عنوانُ نفسيته ومدى اتِّزانه..
بين الأهل.. الله الله في الابتسامة.. الله الله في البشاشة.. الله الله في الاتاحة الدائمة للحضن الدافئ.. الله الله في أن نكون سكنًا لبعضنا البعض، عن محبَّةٍ ومودَّةٍ وتراحم..
تاريخ المنشور: 17 فبراير 2020 للميلاد