ليست العمامة مجرَّد قطعة قماش، ولا زي العلماء زي مهنة.. هذا خطأ جسيم وغلط عظيم..
العمامةُ وزيُّ العلماء واقِعٌ دلاليٌّ له اعتباراتُه الخاصَّةُ التي لا يصحُّ التهاون في مراعاتها على الإطلاق..
عندما يعتمر العمامةَ من ليس من أهلها، فهذا لا يؤثِّرُ أبدًا في اعتبارها وعلو شأنها، ولكنَّ نفس الحالة تكون حالة تقمُّص تُسيء للفاعل خصوصًا، مثله مثل منتحل هذا المنصب أو ذاك المقام..
إنَّه من المَعيب جدًّا التساهل في قبول تبسيط وتمييع المُعتبرات عند العقلاء وذوي السليقة المستقيمة..
يدعو البعضُ إلى أن تكون العمامة لطالب العلم بعد أن يُنهي مراحل المقدمات والسطوح مثلًا، ويكون ممَّن عُرِف بين طلبة العلم بالتقوى وصلاح الحال..
لا يمكن لعاقل معارضة هذا الرأي، إلَّا أنَّ المناقشةَ الموضوعيةَ في الطرق المُحقِّقة لغاية الاطمئنان بأنْ يكون طالب العلم على الطريق الصحيح..
هنالك مجموعة من الاعتبارات الخاصَّة والعامَّة تتحدَّد معها مناهج وقرارات، منها توقيت تشريف طالب العلم بالعمامة المُكرَّمة..
تقرَّرتْ في #حوزة_خاتم_الأنبياء (صلَّى الله عليه وآله) #العلمية منهجيةٌ اجتماعيةٌ وتعليميةٌ وتربويةٌ ذات وحدة منظومية نجحت بتوفيق من الله تعالى وعناية صاحب الأمر (أرواحنا فداه) في تحقيق عناوين مهمَّة من غاياتها وتطلعاتها..
تشرَّفَ في هذا اليوم، الخميس ٢٧ جمادى الأولى ١٤٤١ للهجرة ثلاثةٌ من خيرة طلبة العلم بتاج رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)، وهم:
فضيلة الشيخ علي بن عبد الله زيد @alizaid18 .
فضيلة الشيخ حسين بن يوسف طارش @h.tarish98 .
فضيلة الشيخ حميد بن منصور الغسرة @hameedmansoor .
إنَّهم ممَّن ظهرت استعداداتهم وهممهم العالية في حلقات الدرس، كما وأنَّ جدَّهم وصدقهم في طلب العلم دراسةً وتدارسًا، ومذاكرةً ومباحثةً ممَّا يشهد به أساتذتهم وإخوانهم الطلبة..
إنَّهم اليوم لم يضعوا على رؤوسهم قِطع قماش.. أبدًا، بل قد رفعوا هاماتهم مُشمِّرين عن سواعد الجد ليأخذوا كتابهم بقوَّة.. فهذه هي العمامة الشريفة المُكرَّمة..
نسأل الله تعالى لهم التوفيق، وأن يكونوا محلًّا لنظر وعناية صاحب الزمان (عليه السلام)..
تاريخ المنشور: 23 يناير 2020 للميلاد