مغالطة المساجد والطواف على الفقراء!

بواسطة Admin
0 تعليق

ينبغي لنا أن نتريث دائمًا، ولا يليق أبدًا أن نكونَ وقودًا لنيران ثورة التشويهات الثقافية والفكرية.. والمفاهيمية.. فلنحذر أيُّها الأحبَّة..

موضوع المسجد والغاية من بنائه، وطبيعة إيجاده في الخارج.. كلُّ هذا مختلفٌ تمامًا عن سد جوعة إنسان أو كسوته أو إيوائه.. أو ما شابه.

هل يصح أن يُقال لمن يبني لنفسه بيتًا فخمًا، أو يشتري سيارة فارهة، أو يسافر في الصيف إلى أوربا، أو يختار من الألبسة أغلاها..: لا تفعل ذلك، وساعد بتلك الأموال الفقراء والمحتاجين؟؟!!

إن فعل، فذاك حسنٌ وأجره على الله، وإن لم يفعل ففي نهاية الأمر هو ماله، و(الناس مسلطون على أموالهم) كما في القاعدة الفقهية..

إذا أسرف شخصٌ أو بذَّرَ في ماله، فأمره إلى الله تعالى يُحاسبه بعدله وحكمته..

نبني المساجد لنعبد الله تعالى وندعوه لأنفسنا ولغيرنا، ولهذه العبادة قيمتها العالية جدًا، وبها تدفع الكثير من البلايا..

مثل هذه العبارات التي تُطلق استهجانًا، يُراد منها تسخيف العبادات وتضعيف قِيَمِها العالية، وهذه جريمة عظيمة لا ينبغي لنا المساهمة فيها..

فلنكن صادقين مع أنفسنا.. هل المشكلة في بناء المساجد والمآتم، وزيارة المشاهد المقدَّسة، والإطعام في ذكرى مواليد ووفيات الطاهرين من أهل البيت (عليهم السلام)، أم هي في:

مليارات المليارات التي تُنفق في الحروب وعتادها؟؟ .
وفي: مليارات المليارات من أطنان الأدوية وغيرها ممَّا يُعدم خدمةً للرؤى الرأسمالية المتوحشة؟؟!!

تركوا محيطات وجبال الفواحش المالية والأخلاقية، ولا يتحدثون في غير ما يتعلق بالإسلام!!!

فليمنع كلُّ واحد نفسه عن رغبات الدنيا، ومنها حتَّى هاتفه الإلكتروني، ويساعد الفقراء.. ولتبتعد عبثياتكم عن الإسلام وما يتعلق به من شعائر الله تعالى..

كفانا إعانة للأبالسة والشياطين على أنفسنا.. كفى واللهِ كفى!! العالم يضج ضجيجًا سافرًا داعرًا بفواحش الترف، وليس لأحد قوة على غير الإسلام!!

وصدقوني يا إخوة، لو أنَّ المسلمين قاطبة تركوا بناء المساجد والمآتم، وانتهوا عن زيارة المشاهد المقدَّسة، وباعوا مساجدهم ومآتمهم كلَّها، وتبرعوا لفقراء ومساكين العالم.. لقيل لهم:

انظروا إلى أنانية المسلمين؛ فإنَّهم حتَّى لا يبنون مسجدًا يدعون فيه لهؤلاء الفقراء!!!

الإسلام عظمٌ في حلوق أصحاب الصدور الضيقة، ولن يُرضى عنه مهما تغير وتشكَّل بما يوافق أهواء العالمين..

اتركونا في مساجدنا ومآتمنا ومشاهدنا المقدَّسة، ودعونا نساعد الفقراء بالطريقة التي نراها صائبة.. واذهبوا أنتم لفعل الخيرات كما تحبون..

بالمناسبة.. هل يعلم هؤلاء بتكلفة الحانات والخمَّارات وما في حكمها؟!

تاريخ المنشور: 24 ديسمبر 2019 للميلاد

مقالات مشابهة

اترك تعليق


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.