طالما أنَّ التمسُّكَ بالكتاب العزيز والعِترة الطاهرة عِصمَةٌ من الضلال، فلا ينبغي الاجتهاد في قبالهما بأيِّ شكلٍ من الأشكال.
نعم، من حقِّ المؤمن أن يجتهد في ما لم يرد فيه نصٌّ، ولكن بشرط أن يكون اجتهاده في ضمن حدود الثقلين المُقدَّسين، مع مراجعة فقهاء وعلماء الطائفة.
فلنلاحظ..
لو سلَّم عليك مُؤمن بتحية الإسلام، فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فرددتَ عليه بما ظنَّنته أحسن منها، فقلتَ: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه.
هل يخطر على بالك احتمال عدم مقبولية هذا الرد عند الإمام المعصوم (عليه السلام)؟
هنا حديث يرويه الشيخ الصدوق (علا برهانه) في معاني الأخبار، قال: “أنَّ الصادقَ (عليه السلام) سَلَّمَ على رَجُلٍ، فَقَالَ لَهُ الرَجُلُ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه. .
فقال (عليه السلام): لا تُجَاوِزُوا بِنَا قَولَ الملائِكَةِ لأبينا إبراهيم (عليه السلام): رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنَّه حَميدٌ مَجِيد”
النُكتَةُ أيُّها الأحِبَّة، أنَّنا نتلقى مِنَ الثقلين المقدَّسين الأتمَّ والأكمل دائمًا، فلا يصح أن نطلب التكامل من غيرهما وبغيرهما، وقد نظنُّ ما نسلكه خيرًا وصلاحًا، ولكنَّ هذا لا يُبرِّر سلوكه طالما قد وردَّ نصٌّ في خصوص المورد..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. هكذا وردت..
بسم الله الرحمن الرحيم.. هكذا وردت البسملة في الكتاب العزيز وفي مكاتيب الأئمة الأطهار (عليهم السلام)..
عندما تريد الإحسان بإضافة إلى السلام، فافصل بينه وبينها بكلمة، فقل -مثلًا-: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أسأل الله تعالى لك المغفرة والرضوان.
أمَّا السلام وردَّه فالأنسب بالمؤمن التزام ما جاء به النص.
لم يقل الله تعالى في سورة براءة: بسم الله المنتقم من المنافقين، ولكنَّه تبارك ذكره دخل في السورة دون بسمله، وكذا في زيارات أهل البيت (عليهم السلام) والأدعية، فإنَّ المعصوم (عليه السلام) لم يُعلِّمنا الافتتاح بغير بسم الله الرحمن الرحيم..
فلنقتصر على ما ورد في النصوص الشريفة؛ وفي ذلك الهدى والرشد، ولنحذر الاجتهادات بزيادة أو إنقاص أو تبديل، حتَّى وإن استحسنتها نفوسنا..
وكذا في الأدعية والزيارات والبرامج العبادية التي وردت فيها نصوص خاصة، فإنَّ المعصوم (عليه السلام) لو أراد فيها قصيدة أو ما شابه لأكملها بها..
تاريخ المنشور: 19 أغسطس 2019 للميلاد