القِصَصُ المِنبَريَّةُ (غير ثابتة الوقوع)
مناقشةٌ في الحكم مع فرض قيد قصد الصلاح والإصلاح
مُقتَبَسٌ مِنَ الخَاتِمَةِ:
“قد تكون موجات التهويل وتضخيم الأخطاء من أكثر ما أساء لمنبر المأتم، فنحن هنا لا ننفي وجود ما يحتاج إلى تصحيح وإصلاح، ولا نُنكِرُ ضرورة الاهتمام بأصحاب السماحة الخطباء الأفاضل من جهات تنمية الملكات العلمية والقوى المعرفية، إلَّا أنَّ هذا موجَّهٌ بشكل دقيق لنفس الخلل الموجود، ولا يصحُّ التعميم بما يُصوِّر المِنبر وكأنَّه طوفان أو سيل من الأخطاء التي لا تغتفر ولا يمكن تجاوزها!! هذا خلاف الموضوعية والإنصاف.
لا زال المِنبر يؤدِّي دورًا من أعظم أدوار البناء الثقافي في المجتمع، بل هو من أهمِّ ما يُحافظ على تعلُّق المؤمنين بالقيم الدينية العظيمة في عالم يزداد اصطباغًا بالفساد في كلِّ يوم بما كسبت أيدي الناس، إلَّا أنَّ هذا الدور الكبير للمأتم الكريم يواجه تشويهًا عنيفًا بسبب التهويلات التي تُضعِفه لمصلحة خطاب خاص ورؤية واحدة. والحال أنَّ أحدًا لا يُنكِر وجود الأخطاء، ولكن ليس بهذا التصوير الذي استدعى أفاضل وعلماء للوقوف في جبهة مقابِلة، فازددنا تشظيًا وتشطيرًا!
إنَّنا على خطى علمائنا الأعلام، ندعو إلى التريث في تقييم الأمور، والحذر من غلبة عقليات الاستعجال والتعميم، فهي لا تنتهي بنا إلى غير تعميق المشاكل وتعقيد الأزمات”.
لتحميل الملف pdf