الإحتكام لقولِ المعصوم (عليه السّلام).. آخذٌ بقولِك ll مقال لسماحة الشيخ محمَّد مسلم الصائغ

بواسطة Admin
2 تعليقات

مقالات عاشوراء

تسيرُ البشريّة في مختلف جوانبِ حياتِها على قولِ سيّدها وحكيمِها، الطبيعةُ الإنسانيّة اقتضت أن يكونَ لكلِّ قومٍ آمرٌ حكيم وإلّا لما استقامَ أمرُهُم ودبّت الفوضى وعصفَت بهم رياحُ الإضطراب!
الرجوع إلى الأصل والإحتكام عند ذوي العقل والرُشد مبدأٌ عقلي..

الشيعة الإماميّة يأتمرون بقولِ الفقهاء المجتهدين الجامعين للشرائط في القضايا الخطيرة وغيرها، وذلك للتوقيعِ الصادر عن بقيّة الله الأعظم (أرواحنا فداه) إلى سفيرهِ العَمري فِي كِتَابِ إِكْمَالِ الدِّينِ وَ إِتْمَامِ النِّعْمَةِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِصَامٍ الكُليني عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الكُليني عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ:  سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُثْمَانَ الْعَمْرِيَّ أَنْ يُوصِلَ لِي كِتَاباً قَدْ سَأَلْتُ فِيهِ عَنْ مَسَائِلَ أَشْكَلَتْ عَلَيَّ فَوَرَدَ التَّوْقِيعُ بِخَطِّ مَوْلَانَا صَاحِبِ الزَّمَانِ ع أَمَّا مَا سَأَلْتَ عَنْهُ أَرْشَدَكَ اللَّهُ وَ ثَبَّتَكَ إِلَى أَنْ قَالَ وَ أَمَّا الْحَوَادِثُ الْوَاقِعَةُ فَارْجِعُوا فِيهَا إِلَى رُوَاةِ حَدِيثِنَا فَإِنَّهُمْ حُجَّتِي عَلَيْكُمْ وَ أَنَا حُجَّةُ اللَّهِ.[١]
هذا من بعد غيبةِ الإمام المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) العلماء هُمُ الواسطة الموصلة لقولِ ومرادِ المعصومِ.

كلُّ عامٍ قبل هلالِ المحرّم يُدشّن العلماء (أيّدهُم الله تعالى) في البلد شعارٌ.. وشعارُ هذا العام ((آخذٌ بقولِك))، الإنقياد والأخذ بما يقولهُ المعصوم (عليه السّلام) لا جدال فيه، ولكن.. كيف آخذُ بقوله!؟

الإمام الحسين (عليه السّلام) لَهُ عدّة أقوال و مواقف وأحداث؟ بعضُها قد لا يتلائم مع غيرها ظَاهِرًا !، فقد يقع المتتبع في حيْرةٍ وقد ينظرُ من زاويةِ الأدلجة التي عاش فيها فيغمض الطرفَ عن بقيّة المواقف والأقوال!
ذلك خصوصًا في المقطعِ الأخير من حياته (صلوات الله عليه)، قراءة المَقُول والموقف من خلالِ ماذا؟
إن كانَ من خلالِ ما أحملُ من أدبياتٍ وثقافات وآخذُ بالقول بحسبِ مقاساتِ الخلفيّة الفكريّة التي أحملُها فهذا بعيدٌ عن الأخذ بقولهِ، بل عينُ الأخذ الإعتراف بعدم التمكّن من التجرّد، وإبقاء قراءة المَقُول أو الحدث للآخرين القادرين على ذلك.
فالمسألة في غايةِ الخطورة، وينبغي الإلتفات إليها..
مع عدم التمكّن بالإمكان الرجوع إلى أقواله (صلوات الله عليه) في الأخلاق والسلوك والعمل بها.. فإن ذلك من الأخذ بقوله (صلوات الله عليه) ..

لا نفصّل فهمنا ونُلبسهُ قولَ الإمام، علينا التأني والتروّي لكي لا نقع في محاذيرٍ في غاية الخطورة..

١)كمال الدين ٢ / ٤٨٣، الباب ٤٥، الحديث ٤.

محمَّد مسلم الصائغ
٤ محرّم الحرّام ١٤٤٠ هـ
الموافق ١٤-٩-٢٠١٨
المحرّق – البحرين

مقالات مشابهة

2 تعليقات

خ. ي. و. م 16 سبتمبر، 2018 - 11:19 ص

[١] هذا من بعد غيبةِ الإمام المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف). ما معنى الغيبه، غاب يعني غير موجود في المكان. هل تخلا الارض من ميزان الولاية. ( ام نفوسنا الغأبه عن الامام).

رد
محمد مسلم 16 سبتمبر، 2018 - 1:00 م

أحسنتم
الغياب لا يعني عدم الوجود، ولا ملازمة بين الغياب وانعدام الوجود، وغيبة الإمام ليست بمعنى عدم وجوده، غابَ عن الأنظار واستتر عن الناس مع تفاصيل حول هذه القضية تُبحث في محلها..
الأرض لا تخلو من حجّة ومن ميزان الولاية، من دونهما لما كان وجود من أصل.
.
إذا ارتقت النفس، وبلغت مستوى القُرب من المعصوم (صلوات الله عليه)، لا يبعُد أن يتحقّق اللّقاء ولو على مستوى الشعور والإحساس وهذا أدناها..

رد

اترك تعليق


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.