مُخلصٌ جداً، كرس أخطبوطيته بِدافِعِ قَسَمٍ تبجح به في حضرة القدس الإلهي، فقال: (لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ)، وأردف قائلا: (ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ)، ثم غلَّظ القسم وقال: (فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) .. إنه إبليس الذي فرغ نفسه من أجل أن يبعدك عن فطرتك ويستقوي على روحك حتى يضعف إيمانك، فهو طرف وأنت الموالي الطرف الضد له، فانتبه!
لقد ذَكَرَكَ اللهُ –تعالى- في كتابه العزيز عندما تحدى بك الشيطان الرجيم، فقال: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ)، وأنت أيها المؤمن عبدٌ صادقٌ بروحك المحُلِّقة في سماء ولاية أهل بيت العصمة (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين)، وهذا في حد ذاته سلاح يفتك بالشيطان وجنوده إذا عَرِفتَ كيف تستخدمه استخدام ماهر حكيم.
لا تستصعب الأمر فهو أسهل مما تتصور، واعلم أن الشيطان هو الذي يصور لك الإقدام على خطى الإيمان صعباً ويوهمك بأن طريق التدين وعرا، وتأكد بأنه كذاب أشر لا يريد لك خيراً بل يريد لك الضلال والتيه، فانتبه يا حبيب الزهراء البتول (عليها الصلاة والسلام).
إنك تعيش في بستان من بساتين الجنة فتأمل ..
تأمل قرب المسجد من دارك، وتدبر كيف أن مجلس أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام) وهي الحسينيات تنتشر في محيطك، وفكر في تزايد عدد المتدينين الصادقين في مدينتك، وحلق بفكرك مع هذا الكم الهائل من الكتب الثقافية التوعوية التي تزين عشرات المكتبات في بلدك.
وفوق هذا وذاك فلتقر عينك بعمائم مخلصة تريد لك النجاة في الدنيا والآخرة.
عندها –أيها الأخ الكريم- اعلم بأن تفكيرك في السلبيات وملاحقتك للهفوات ليس إلا من أفكار الشيطان ومزالق جنوده، فانتبه واستثمر إيمانك في أقرب مسجد، وانطلق بطاقاتك إلى الحسينيات، وحرك قلمك لتنثر عبير علمك في مختلف المنتديات، فأنت شيعي حكيم لا يمكن للشيطان أن يخدعك، وإن تمكن فمحال أن يقدر على الاستمرار؛ لأنك وبكل بساطة أقوى منه ومن كل جنوده.
إننا أيها الأخوة والأخوات ننعم بدين هو أكمل الأديان وبمذهب لاشك في أنه أتم المذاهب، وهذا يحتم علينا أن نكون قادة الإيمان والتدين في مجتمعاتنا، ومن هنا فلنستنهض الهمم ونمضي قدماً في طريق التمهيد لدولة الحق المهدوية.
السيد محمد علي العلوي
10 جمادى الآخر 1430 هجرية
4 يونيو 2009