*من المهم قراءة هذه الرسالة بعناية وبعقلية مسؤولة ونفسية عاقلة.*
علاقاتنا بين بعضنا البعض ليست علاقات تقررها نفسياتنا وما تشتهيه أهواؤنا، ولكنها علاقات قد جعل لها الله عز وجل قوانين خاصة وقواعد واضحة، وعلينا أن نفهم أن خلف هذه القوانين والقواعد الإلهية حِكم يخفى علينا معظمها.
نحن نفكر كثيراً في رد الإساءة والانتقام ممن أساء إلينا أو غصبنا حقاً لنا، ونعجز عن التفكير في غير الانتقام ورد الإساءة، وهذه رذيلة قد تخرج صاحبها من ولاية الله وتدخله في ولاية الشيطان ولا يقبله الشيطان.
وهذا زيادة عن تفشي التعامل مع بعضنا البعض بالظن والأحكام المسبقة، والمصيبة أننا لا نعي موقع صاحب هذه السلوكيات في ثقافة ونظر أهل البيت (عليهم السلام).
الآن افتحوا قلوبكم وانظروا:
عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن الأول (عليه السلام)، قال: قلتُ له:
جُعلتُ فداك، الرجل من إخواني، يبلغني عنه الشئ الذي أكرهه، فأساله عن ذلك فينكر ذلك وقد أخبرني عنه قومٌ ثقات.
فقال لي: يا محمَّد، كذِّب سمعَك وبصرَك عن أخيك، فإن شهِد عندَّك خمسون قسَّامة، وقال لك قولًا فصدِّقْهُ وكذِّبْهم..
لا تذيعن عليه شيئًا تُشِينُه به وتهدِمُ به مروءته، فتكون من الَّذين قال اللهُ في كتابه: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).
قال أبو عبد الله (عليه السلام):
من روى على مؤمن رواية يريدُ بها:
شينه وهدم مروءته ليسقط من أعين الناس، أخرجه اللهُ من ولايته إلى ولاية الشيطان فلا يقبله الشيطان”.
وقال (عليه السلام):
“أبعد ما يكون العبدُ من الله أن يكون الرجلُ يُؤاخي الرجلَ وهو يحفظ عليه زلَّاته ليُعيِّره بها يومًا ما”.
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام):
“حسب المرء من سلامته قلة حفظه لعيوب غيره”.
*قد يكون في نشرها أجر فلا تبخل به على نفسك، وقد يكون في نشرها صلاح حال وهداية بشر فلا تحرمها هذا الخير.*
السيد محمد علي العلوي
21 من ذي الحجَّة 1437 هجرية
23 سبتمبر 2016 ميلادية