تبيانًا لكلِّ شيء -١٩-

بواسطة Admin
0 تعليق

2016-09-18-16-57-34

كيف ترون علاقةَ الصداقة في أحوالها بشكل عام؟

صداقةٌ تستمرُّ طويلًا، وتبقى في حالة من الازدهار والألق..

صداقةٌ تفتر وتصاب بالبرود.. ولكنَّها تبقى..

صداقةٌ جميلة تتحوَّل إلى قطيعة وربَّما عداء..

أعتقد بأنَّنا في حاجة للوقوف على المفهوم الصحيح للصداقة؛ وذلك لنتجنب الخلط بينها وبين علاقات أخرى، فهناك من يعتقد بأنَّ الصداقة تعطيه حقَّ الوصاية على الغير، وهناك من يسوِّغ لنفسه التدخل في خصوصيات الآخر بحجَّة الصداقة، وغير ذلك من تجاوزات، بل هي تحطيمات للأُطر الجميلة التي تُظهر الصداقة في أبهى الصور..

يقولُ أميرُ المؤمنين (عليه السلام):

“لا يكونُ الصديقُ صديقًا حتَّى يحفظَ أخاه في ثلاث:
في نكبَتِه، وغيبَتِه ووفاتِه”.

كم من صديق اختلف مع صديقه ففضح سرَّه عندَّ فلانٍ وفلان؟
هل من دناءة نفس أعظم من هذا السلوك الكريه؟

والغريب أنَّه يُبرِّر لنفسه بتبريرات غاية في النُبلِ والسمو!

وفي ظاهرة شديدة الظلام، نرى فيها حسد الصديق لصديقه، وهذه حالة مَرَضية يقول عنها أميرُ المؤمنين (عليه السلام):

“حسدُ الصديقِ من سُقم المودَّة”.

نعم، قد ترى من صديقك شينةً أو ما شابه، فإمَّا أن تعينه على إصلاح أمره، وإلَّا فكن كما أراد عليٌّ (عليه السلام) في قوله:

“من أشرفِ أعمال الكريم غفلته عمَّا يعلم”.

وهذا مع تحقُّق العلم، وأمَّا الأخذ بالظن فقد قال (عليه السلام) فيه:

“ليس من العدل القضاء على الثقة بالظن”.

وقال (عليه السلام):

“بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد”

فلنحافظ على قلوبنا نقيَّةً صافيةً تجاه بعضنا البعض، فالحبُّ نعمةٌ وما أعظمها من نعمة.

مع صادق الدعاء
السيد محمَّد علي العلوي
15 من ذي الحجَّة 1437 هجرية

17 سبتمبر 2016 مياتدية

 

مقالات مشابهة

اترك تعليق


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.