من مظاهر تحمل جيل اليوم مسؤولية البناء المعرفي في الأجيال القادمة، اهتمام أبنائه بالمحافظة على كلِّ ما يتَّصل ببعض الحقائق من صور ووثائق كالعقود والرسائل وما شابه..
وقفتُ بكلِّ وضوح على الأهمية العالية لذلك خلال السنوات الماضية وأنا أقلب بتأمل وتدبر ما تركه الماضون من كنوز مصورة ومدونة، وكم شعرت بعظيم أسف وحسرة على ما ضاع مما تركه جدِّي السيد حسين (رحمه الله) من دفاتر وأوراق ولم يتحمل ورثته مسؤولية الحفاظ عليها، كما وتكرر أسفي لفقدان ما خلَّفه خال والدي السيد علوي الوكيل (رحمه الله)..
أبحث اليوم باهتمام كبير عن ورقة هنا وأخرى هناك، وأبذل الكثير من الجهد الذي أرجو أن أجنب إياه أولادي وأحفادي.. وبالإضافة لأهمية ما ذكرتُ، فإنَّ للتاريخيات عبق خاص نستريح على ضفافه فتنشرح صدورنا وتهدأ عصبياتنا..
إخواني.. أخواتي..
اهتموا بالتدوين والتصوير بموضوعية، ولا تعتمدوا التخزين في ملفات افتراضية على أجهزة الحاسوب وما في حكمها، بل فلتكن للملفات الورقية محوريتها في حفظ تاريخنا ويومنا لأجيال قادمة سوف تقف على عظيم أهميتها حتمًا..
السيد محمَّد علي العلوي
18 شوَّال 1437 هجرية
23 يوليو 2016 ميلادية