إعراب القرآن/ ١-٥

بواسطة Admin
0 تعليق

original_30303

تأليف: الإمام العلَّامة أبي جعفر أحمد بن محمَّد بن إسماعيل (ابن النحَّاس)
من علماء القرن الرابع الهجري

تحشية وتعليق:
عبد المنعم خليل إبراهيم

الطبعة الثانية (٢٠٠٤م)
منشورات محمَّد علي بيضون/ دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان

* من أوَّل سورة الفاتحة، إلى آخر سورة المائدة
……………..

إن قلنا بجودة هذا الكتاب، فلأمرين:

الأوَّل: سعة المصنف واعتماده التنويع بين الآراء، ممَّا يفتح القارئ على آفاق من الآراء والمباني.

الثاني: الارتكاز في منهج العرض على الشواهد الشعرية والحديثية وغير ذلك.

وفي الأمرين تجنَّب ابنُ النحاس التَكرار والإعادة، فتميز كتابه بخلوه من الحشو والإطالة، وفي تنويعه لم تظهر منه لجهة إساءة باستنقاص أو ما شابه، فهو يذكر للبصريين رأيًا وكذا للكوفيين، ويرجح تارة ويُعرض أخرى، فلا تشعر معه بانقياد، ولا منه تلمس إرادة سطوة وتسلط، فهو بكل بساطة عالِم نحوي يطرح الآراء فيُدخل القارئ جنَّة من العقول النيِّرة، ففي مثل (ليسوا سواء، من أهل الكتاب أمَّة..)، يذكر للفرَّاء قولًا يزعم فيه أنَّه: “يرفع (أمة) بسواء، وتقديره: ليس تستوي أمَّة من أهل الكتاب قائمة يتلون آيات الله وأمَّة كافرة“.

ثُمَّ أنَّه يناقش الفرَّاء فيقول: “وهذا القول خطأ من جهات، إحداها أنَّه يرفع (أمَّة) بـ(سواء)، فلا يعود على اسم (ليس) شيء يرفع بما ليس جاريًا على الفعل ويُضمِرُ ما لا يحتاج إليه…”

ومن مزايا الكتاب أنَّ المصنِّفَ يذكر المعاني متى ما استدعى المطلبُ النحوي ذلك، ومن أمثلته:
(مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ)، إذ ذكر ثلاثة أقوال في متعلق النفي، فأشار إلى قول مُفاده أنَّ الله ما كان ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه من اختلاط المؤمنين بالمنافقين حتَّى يميز بينهما بالمحنة وما شابه.
وقول بأنَّ النفي نفي إبقاء المؤمنين على مجرد الإقرار دون أن يفرض عليهم الفرائض.

وثالث بأنِّ هذا خطاب للمنافقين خاصة، أي ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه من عداوة النبي (صلَّى الله عليه وآله).

وبذلك فهو لا يترك المتتبع في ترديدات مُضيِّعَة، كما وأنَّه يبين الدقة النحوية وأثرها في تحديد أو توجيه المعنى.

الكتاب قريبٌ من مختلف المستويات، فمن تجاوز المبادئ قوي عودُه بإعراب ابن النحاس، ومن هيمن على المطالب دار اجتهاده عليه، ومن أراد الطَرَبَ الحلال فمع رشاقة الإعراب يطرب قلبه ألقًا، ومع غزارة النحو يخشع قلبه لكلمة الله جلَّ في علاه.

بعد قراءتي المجلَّد الأوَّل أراني متطلعًا ليوم ينهض الغيارى بحملة عالمية تهذب البشرية وتؤدب الإنسان بعربية القرآن العظيم ونحوه الجليل، وما ذلك على الله بعزيز.

السيد محمَّد علي العلوي
24 جمادى الأولى 1437 هجرية

5 مارس 2016 ميلادية

 

 http://www.goodreads.com/review/show/1546911862

 

 

مقالات مشابهة

اترك تعليق


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.