قراءة في كتاب: وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة/ المجلد الأوَّل
تأليف: محمَّد بن الحسن بن علي بن الحسين الحر العاملي
عدد الصفحات: ٦٨٧
منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات
الطبعة الأولى ٢٠٠٧ م
………….
لم يكن المؤلِّفُ في مؤلَّفِه مجرد جامع أو مُفهرس للأحاديث، ولكنَّه كان في مقام إسناد فتاواه الشرعية لمجموع الأدلة، سواء قلنا بالكتاب والسنة فقط، أو أضفنا لهما العقل والإجماع، ففي كتابه قرآن وحديث وعقل وما يغني عن كلِّ شيءٍ ويفتقر إليه كلُّ شيء، فلله درُّك يا حُرَّ العامليين.
يذكر شيخنا الحر العاملي فتواه عنوانًا ثُمَّ يؤصل لها بمجموعة من الأحاديث التي يقطع بصدورها وفقًا لمبانيه العالية درايةً ورجالًا، وبمهارة العارف ودقَّة العالم يبدأ بحلِّ ما بان من تعارض أو انغلاق أو غموض، وبحلِّه يفتح لنا أبوابًا واسعة لبحوث اجتماعية وأخرى سياسية واقتصادية بمفتاح وقوفه على عمق التقيَّة التي كان يعمل بها أئمتنا (عليهم السلام)، فينتقل الذهن من مجرد قراءة الرواية بما ينتهي إلى مواطن الاستنباط الفقهي، إلى آفاق واسعة لبحوث في مختلف العلوم الإنسانية.
احتضن المجلَّد الأوَّل جزئين من الكتاب، وكلاهما في الطهارة من أبواب مقدِّمة العبادات إلى أبواب النجاسات والأواني والجلود.. مرورًا بأقسام الماء وأحكام الوضوء، وآداب الحمَّام، ثُمَّ ما يُصنع بالميت في الاحتضار وما بعد من غسل وصلاة ودفن..
ليست روايات في الأحكام فحسب، بل هي خارطة تفصيلية دقيقة لصيانة النفس وتأديبها بالطاعة، وتنمية العقل وتدريبه على التفكر القويم في الاتِّجاه الرشيد..
عندما يكون الحديث عن روايات أهل البيت (عليهم السلام) فمن الاجحاف أن نقول بأنَّه حديث عن دستورٍ للحياة؛ فكلامهم (عليهم السلام) عين الحياة الراشدة وقلب الحكمة الفاعلة وروح الإيمان الصادق..
حديث المعصوم (عليه السلام) وإن جاء في مورد فقهي خاص، إلَّا أنَّ في بنائه دلالات ودلالات تنهض بالمعاني مفاهيم عالية بمضامين شامخة.
أمَّا مؤلف الوسائل فهو مُحدِّث العلماء وعالم المحدِّثين، عبقري الرواية والفقه، قد سطعت بصمته نورًا على تبويب الكتاب وترتيب المطالب والاقتطاعات الدقيقة بما يوافق مختلف المقامات، فقدَّس اللهُ نفسَك الزكية أيُّها العلم الرفيع.
* لو قرأت كتب الأوّلين والآخرين من علماء وفلاسفة ومفكرين، ولم تروي وجدانك بالوسائل وما منه الوسائل، فإنَّك في حاجة لمراجعة ميزانك.
ليست النجوم الخمس لكتاب وسائل الشيعة، فهو على أيَّة حال سماؤها..
السيد محمَّد علي العلوي
4 جمادى الثانية 1437 هجرية
16 مارس 2016 ميلادية
http://www.goodreads.com/review/show/1537408268