((رواية: أرخصوه أنتم))

بواسطة Admin
0 تعليق

20 May 2015

بسم الله الرحمن الرحيم، وصلِّ اللهم على محمد وآله الطاهرين

انتَّشرت مؤخرًا روايةٌ نُسبت قضيتها لأمير المؤمنين (عليه السلام)، وهي كالتالي:

“اشتكى الناس عند الإمام علي عليه السلام،

غلاء اللحم، فقال لهم: أرخصوه أنتم!

فقالوا: كيف، واللحم عند الجزارين، و نحن أصحاب الحاجة؟

قال (عليه السلام):

اتركوه لهم”

يظهر من الحادثة المروية تحريضٌ من أمير المؤمنين (عليه السلام) على مقاطعة الجزَّارين لرفعهم أسعار اللحم بما فاق طاقة الناس الذين رفعوا الأمر إليه (عليه السلام).

ما أُلفِتُ إليه في المقام:

إن كان رفع الجزَّارين للاسعار مبرَّرًا، فالتحريض في غير محلِّه، وإن لم يكن مبرَّرًا فهل التحريض على المقاطعة أوَّل الحلول؟

هناك مجموعة من الظروف الموضوعية مفقودة، والحاجة لها ضرورة للخروج عن حدِّ الإطلاق وخطورته.

وكيف كان، فإنَّه وبالتتبع الشخصي لم أجد لهذه الرواية لا عينًا ولا أثرًا في المصادر المعتبرة عند الشيعة الإمامية.

نعم، نُسبت القضية لعليٍّ أمير المؤمنين (عليه السلام) في تاريخ ابن معين، وموضوعها الزبيب وليس اللحم، وفي التاريخ الكبير للبخاري، وموضوعها الزيت وليس اللحم.

وهناك من رواها منسوبة لإبراهيم بن أدهم، كما في تاريخ دمشق.

وعلى كلِّ حال، فالرواية غير موجودة في كتبنا المعتبرة، إلَّا أن يُرشدَنا لمحلِّها من يقف عليه من سادتنا المؤمنين.

 

السيد محمد علي العلوي

غرِّة شعبان 1436 هجرية

20 مايو 2015 ميلادية

مقالات مشابهة

اترك تعليق


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.