هكذا جاء السؤال.. فقلت:
سؤالك (معكوس)، فالصحيح أن يقال: لماذا لا أكون جريئًا عند طرح أفكاري؟
هي أفكاري وليست أفكار غيري.. هي نتاج سنوات عمري وما تعلمت فيها وما جربت وما فعلت وما قلت.. أفكاري هي أنا وإن كانت خارج تخصصي، إلا إن مجرد طرحها فيه حكاية عن نفسي.. عن شخصي.. عني أنا..
ليس من شيء في هذه الحياة الدنيا أكثر روعة من الأفكار التي يحملها الإنسان ويُتقِنُ في داخله فهرستها، ولأنها من أكثر الأشياء روعة، فإن الإنسان يبحث دائمًا عن شخص يسمعه.. ويفهمه.. إنها من أسعد اللحظات..
المشكلة أننا نعيش في مجتمع بشري عنده التصَيُّدُ مقدمٌ على الفهم، ومن هنا وبسبب تخلف المجتمع عن استيعاب قداسة الفكرة، اختار البعض عدم الإفصاح عن ما يحملون من أفكار ورؤى، وكلما مر بهم العمر كلما تحول قرار الانغلاق الفكري إلى خوف من الطرح، فكانت النتيجة حرمان المجتمع من كفاءات فكرية عملاقة وأدَها إرهاب التسخيف والاستصغار..
أقول لكل واحد من شبابنا الرائع..
قم بصياغة ما عندك من أفكار، ثم اطرحها بثقة ودون تردد، واحذر ألف مرة من أن يكون طرحك لإرضاء الآخرين، وكن على يقين دائمًا بأن طرح الفكرة حق خالص لك طالما أنه في إطار الأدب والأخلاق وعدم التعدي على الآخرين، كما ومن حق الآخرين مناقشتك بقوة، ولكن بأدب وأخلاق أيضًا، وعندما تشعر باستخفاف أحد أو استصغاره لك فأعرض عنه تمامًا وواصل طريقك واثق الخطوة ثابت القدم..
اعلم جيدًا بأنك تمتلك ما يمتلكه اكبر العلماء في الشرق والغرب، ولا فرق بينك وبينهم غير أنهم اتخذوا قرارًا بالتقدم والسعي، فوصلوا.. ولذلك فإن الذي تحتاجه اليوم هو اتخاذ نفس القرار، وسوف تصل بكل تأكيد إن شاء الله تعالى..
أنت الأفضل مما أنت عليه الآن.. أنت الأروع من روعتك الآن.. أنت الأجمل من جمالك الآن، فلا تقارن نفسك بأحد غيرها..
ولذلك..
انطلق بقوة وثبات فأنت الأجدر بالوصول إلى الأعالي دائمًا..