تركيبة (التخصيب) المضمونة

بواسطة Admin
0 تعليق

يتعرض سكان الكرة الأرضية اليوم إلى عملية فرز جادة وشديدة لن يفلت، أو من الصعب أن يفلت منها أحدٌ، وببركتها فإنَّ المجتمع البشري سوف يأخذ طريقه بانسيابية نحو الطبقية القديمة ولكن بشكل جديد ربما كان قريبًا من فكرة أفلاطون ولكن بثوب شيطاني.

إننا وعندما نتابع هذا الاطراد الشرس في التطور المعلوماتي والمعرفي، نقف بالنسبة له على أربعة أصناف رئيسية من الناس، هي:

الصنف الأول: شريحة لا تترك شاردةً ولا واردةً من المُهِمَّات إلا وتابعتها وتتبعت أطرافها تحصيلًا للعلم وطلبًا للمعرفة، فهي تعي جيدًا بأنَّه لا بقاء ولا قدرة لغير العلم والمعرفة.

الصنف الثاني: شريحة لم تتمكن من تثبيت بوصلتها المعرفية بشكل جيد، فهي لا تتبع مهمات الأمور، ولكنَّها تعتمد الانتقاء والالتقاط، وهي تحاول اللحوق ولكنَّها مكشوفة للصنف الأول، وربما متسلقة على من دونها.

الصنف الثالث: شريحة تأخذ برؤوس العناوين ما يلائم أهواءها وتطير بها دون وعي ولا رشد، فتناكف العلماء والمثقفين من جهة، وتجذب إلى تيارها مرضى النفوس والعقول من جهة أخرى.

الصنف الرابع: شريحة ( لا لها لا في الثور ولا في الطحين)، لاهية منشغلة لا تريد التفكير في غير معاشها.

ثمة شريحة أخرى فوق هذه الشرائح الأربع، ولن أتأخر عن ذكرها، فصبرٌ جميلٌ..

في الواقع إنَّ الصنف الثاني غالبًا ما يعيش حالةً من الاستعلاء يخدع بها نفسه ومن هم دونه، فأصحابه مشغولون بالتصنع تارة والمِراء تارة أخرى، ومن علاماتهم أنهم يركزون جُلَّ طاقاتهم في أمور ثلاثة:

الأول: تضعيف الآخر وإظهار مساوئه.

الثاني: التزلف والتملق لشخصية بارزة أو تيار له اسمه.

الثالث: الدعوة إلى الذات صريحًا وإظهار خلاف ذلك صريحًا!

وأما الصنف الثالث فأهله متفرغون تمامًا للضرب يمينًا وشمالًا وفي مختلف الاتجاهات من منطلقات مرضية تحركها سهولة الاتصالات الالكترونية وإمكان التستر فيها خلف أسماء وهمية في الغالب، وإن أعلن أحدهم عن نفسه فهو في العادة في مأمن من المواجهات الفكرية المباشرة، وبالتالي فهذه الشريحة متفرغة لإحداث الكثير من الضجة والضوضاء، ولا تشعر بغير ذلك مسؤوليةً تتحملها!

وللأسف، فإنَّ الصنف الأول منشغل بمعالجة وردِّ ما تثيره مجتمعات الصنفين الثاني والثالث، وأيضًا ما يخلفه جمود الصنف الرابع!!

دوامة تَلُفُّ حول نفسها بعنف شديد قد أفقد المجتمعات البشرية قدرةَ الانتباه لوجود صنف فوقي يراقب الكرة الأرضية ويستفيد ما استطاع من كلِّ حدث يقع هنا أو هناك، كما وإنَّه يمتلك قدرات وقدرات لإدارة اللعبة والتحكم بسرعة دوران الدوامة!

  • همسةٌ (على الطاير): هل لاحظتم المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة (نافي بلاي) وقد تبدلت إلى (الأمير) –الأردني- زيد رعد زيد الحسين.

 نرجع إلى موضوعنا..

تعمل شرائح المجتمعات البشرية دون الشريحة (السامية) على (تخصيب) أقوى وأمتن أنواع (الجهل المركب) المتخصص في تقديم أرقى مستويات الدعم المباشر وغير المباشر للشريحة (السامية) التي تعتني تمامًا بـ(الدوامة) وإدارة اللعبة باحترافية تامة، ولن يتغير الحال ما لم يتعلم المجتمع (القراءة)!!

قد لا يستحسن القارئ الكريم تصريحي بأنَّ كلَّ ما مرَّ في هذه السطور كان مقدمةً لما أريد طرحه في سطرين وربَّما زاد واحدًا.. ولا أملك أكثر من الاعتذار..

جوهر المقصود:

لو أنَّ الإنسان يهتم بالقراءة الواعية وتتبع العلم وطلب المعرفة مثلما يهتم بأكله ونومه ونكاحه، لما تمكن أحدٌ من التلاعب فيه وبه كما هو اليوم بين أصابع أمريكا بمختلف أجهزتها العالمية، ولكنَّ الحال أنه يستمتع بفرم نفسه طعامًا لـ(كلاب العم سام)، وليست الفرَّامة غير الإصرار على ما هو عليه في الأصناف من الثاني إلى الرابع..!!

 

السيد محمد علي العلوي

16 من ذي القعدة 1435 هجرية

11 سبتمبر 2014 ميلادية

مقالات مشابهة

اترك تعليق


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.