حجي أبو محمد.. لا خلا ولا عدم

بواسطة Admin
0 تعليق

29 Oct 2013

لم يكن يوم لأستطعم، بل ولا حتى لأستسيغ حليب المعلبات أو الحليب المبستر (كما يسمى)، فنور عيني أمي الغالية (حفظها الله) كانت تذهب مرتين كل أسبوع لشراء الحليب الطبيعي من بيت أسميناه (بيت الحليب)، فتأتي به وتغليه ثم تريحه في الثلاجة وتقوم بعد ذلك بعزل القشطة (القيمر) من فوقه، فنشرب حليبًا طبيعيًا ونأكل (قيمرًا صدقيًا)..

أما البيض فلا يزال الدجاج البحراني يأكل من طعامنا في بيت الوالد (حفظه الله) ويأكل أهل البيت من بيضه، ولكنني منذ زمن وبالتحديد بعد زواجي انقطعت أو انقطع عني حليب البقر الطبيعي وبيض الدجاج الذي يتغذى على طعام (البشر)، وكنت إلى فترة بسيطة دائم السؤال عن بيت أو محل أشتري منه ما يكفيني (شر) المعلبات، ولكن المدنية وحياتها أوحت لي أن ما أطلبه يكاد أن يكون معدومًا!!

قبل شهر تقريبًا جاء لي بعض المؤمنين بحليب بقر طبيعي (100%)، فطلبت منهم عنوان (الزمن الماضي)..

ذهبت صباح اليوم إلى بيت الحاج أبو محمد لشراء (كيلو حليب)..

بيت قديم خُصص جزء منه للبقر والدجاج، وكان الحاج أبو محمد بسروال وقميص من (الزمن القديم) يعد الطعام لها وينظف محلها..

طلبت منه الإذن بالدخول، فقال بلهجته البحرانية الأصيلة: الحلال حلالك.. ادخل ادخل..

وما إن دخلت حتى أخذ هو يتحدث عن حياته البسيطة راضيًا قانعًا (بصيرًا)..: هاده العجل ولد هادي البكَره، وديك توه ميت ولدها.. هاده التمر منكَعنه في الماي حق البكَر.. وهاديلين دياج بحارنه، وديلاك مال مكاين جابهم ولدي حسين كَبل يومين، لكن ماهم خوش..

جاء لي بكون من الشاي بالحليب وبدأ الحديث عن بداياته في تربية البقر والدجاج..

حياة نقية.. صافية.. هادئة.. جميلة لا أجد لجمالها وصفًا..

حياة فصلتني تمامًا عن دنيا الغم والهم.. دنيا الكراهية والتنازع وسوء النوايا والأخذ بالتهمة والظن..

قلت للحاج أبي محمد: حجي.. تسمح لي أجي بين كل كم يوم أقعد وياك هني؟

فأجاب: هالله هالله.. هادي ساعة الخير والبركة.. انت واللي يعز عليك..

من أعماق قلبي قلت للحاج أبي محمد مودعًا: في أمان الله حجي.. لا خلا ولا عدم..

 

السيد محمد علي العلوي

23 من ذي الحجة 1434 هجرية

29 أكتوبر 2013 ميلادية

 

مقالات مشابهة

اترك تعليق


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.