هلا والله بأبو يمن..

بواسطة Admin
0 تعليق

أطقم جلوس وغرف نوم ومكتبات، بأسعار مناسبة جداً لذوي الدخل (المعصور)، وإن تعسرت الولادة (الدينارية) فلا تخف ولا تحزن وخيار التقسيط قائم ومن غير فوائد ولا ملاحقات ولا ضمانات، وحتى لو تأخرت في الدفع فلن يدخل ورائك (الحمام) أحد..

كما ولا تقلق بشأن سيارتك، فمحلات الكماليات والزوائد و(النواقص) مفتوحة حتى وقت متأخر من الليل والعاملين فيها يتحدثون العربية ويسارعون في خدمتك ويطلبون رضاك ما استطاعوا..

هذا وإن أحببت دعوة أحبائك على وجبة دسمة لذيذة جداً فلا تشغل بالك واتصل مباشرة بمطعم لا يعرف كلمة (لا) وسيكون طلبك جاهزاً ومعه (سفرة) مجانية أيضاً..

راحة يقدمها لنا الأخوة اليمنيون دون تذمر ولا تأفف، ثم أنهم كجالية عاملة لم نرى منهم ضرراً، وعليه فمن حقهم التواجد والعمل  بل والتقدم على من اختاروا البقاء في دُورِ ندب الحظ وغُرَفِ النياحة والعويل..

عندما كان أهل البلد يعملون ويعرقون ويأكلون بملح أجسادهم لم تكن المجالات مفتوحة لعمالة تفد من هنا أو هناك، وإن كان فهي تحت إمرة البحراني، فقد كان أبناء هذه الأرض يبدعون في البر والبحر بالشكل الذي لو استقاموا عليه لكان تطورهم اليوم في حالة اتساق تام مع نقلاتهم الفكرية عبر السنين، ولو أنهم التزموا بما كانوا عليه لكانت مدنيتهم اليوم مدنية متوافقة تماماً وأخلاقياتهم الأصيلة.

ولكن الأسف الساعة لا يغير حالاً ولا يطبب جرحاً.. 

حَسِبَ بحارتُنا (الرقصة) موجة فركبوها وورطونا عندما كابروا على الاعتراف  بتورطهم عندما ركبوا (الرقصة) خطأ، والنتيجة بعد هذا التِيه المفاجئ وعوامل (مأجندة) أخرى أننا عشنا مشية الغراب لفترة أعقبتها معيشة أشباج الأجساد الميتة التي لا تبرع إلا في التهويش و(التطبل) ولذلك حملت لنا موجة التجديد التاريخي أجناساً وأعراقاً شتى علموا فسكنوا، وسكنوا فقالوا (نحن هنا) رضي من رضي ورفض من رفض.

ليست المشكلة في وجود أخ من اليمن الشقيق، أو شقيق من الأردن الحبيب، أو حبيب من بلوشستان.. ولكن المشكلة كل المشكلة في (أميتنا التحليلية) وإدماننا رفع الصوت بعد أن يفوت الفوت.. المشكلة في أننا رحنا نركض وراء تعريفات الديموغرافيا وقرارات الأمم المتحدة والأعراف السياسية ونسينا الأهم، وهو الجغرافيا الاجتماعية التي من المفترض أن تكون مرشداً في تعاملنا مع الآخر؛ حيث إنها تقدم لنا الإضاءات الكافية للإطلاع على طبائعه ومدى التأثير العرقي والانتمائي على سلوكه وأخلاقياته، وعندما أهملنا أو لم نلتفت أو لجهلنا بهذا الجانب الأهم صار توجهنا (الرافض) كالبالونة الضخمة جداً والتي لا تزيد حاملها إلا حجباً عن الواقع.

قلت لبعض الأصدقاء في بداية قدوم الأخوة (العرب) إلى البلد بأن هذه مسألة سوف تتم وتكتمل كما يراد لها، وبما أن قراءة الجغرافيا الاجتماعية كانت ولاتزال مفقودة عندنا فالحل الأمثل هو في كسب هؤلاء الأخوة اجتماعياً أولاً وثقافياً ثانياً، فكان الرد (كما هو حال بعض الأحبة الذين يقرأون المقال الآن) رداً قاسياً عنيفاً فيه أنواع التهم وأشكال الرميات.. فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..

إذا كان منكم الرفض لهذا الحل فليكن إذاً العمل في اتجاه تصحيح الأوضاع على مختلف المستويات وأولها على المستوى الداخلي، فهل نملك نحن الاستعداد للعمل؟

بل هل نملك الجرأة على التفكير الجدي في اتخاذ خطوات واثقة نحو تغيير واقعنا المتردي؟ مجرد التفكير.. هل نحن قادرون عليه؟

المؤشرات تفيد بالقطع أننا نعيش حالة من الموت (السريري) بعد أن سلمنا للتردد المقيت بين المتناقضات، فنحن في الوقت الذي نرفع فيه شعارات الوعي والثقافة وضرورة التغيير وصناعة الواقع، نتمسك بالأضراس والأنياب، والسواعد والأقدام بالراية البيضاء معلنين استسلامنا التام لما يخاط لنا من أقمصة (وسراويل).. وفي جانب آخر نحن على قمة جبل الحماسة الحسينية ونحن نبكي ونلطم ونسيل الدماء على مصيبة السماوات والأرض في كربلاء، في الوقت الذي نتسابق في صناعة ألف يزيد وألف شمر وألف ابن زياد وحرملة وابن سعد في كل يوم بل في كل دقيقة، وذلك بطرق وصور لست بصدد ذكرها فضلا عن حصرها هنا..

اليوم نحن ندرس في المدارس ومن ثم الجامعات ومن بعد ذلك البحث عن الدوائر (المكيفة) والمراجعين (الأنيقين) الذين لا يرفعون صوتهم ولا يطلبون أصلاً، مع اشتراط أن يكون المدير أو المسؤول (مدلعجي) وإلا فكرامتنا لا تسمح لنا بالبقاء، وعليه (…..)..

من حقك أن تطالب بكل ذلك، ولكن عليك أن تصنع واقعك بنفسك لا أن تلبس ما يصنعه الآخرون (للكل) ومن بعد ذلك (تتفلسف) بكرش يتدلى يوماً على ركبتيك ويتلصق في يوم آخر بظهرك..!!

اصنع واقعك بنفسك حتى تملك قرارك بين يديك، أما إذا بقيت في صراخ مع أيدي متشابكة وراء ظهرك فليس من حقك المطالبة بغير لقمة عيشك حتى لو كانت صدقة يمن بها عليك..

هل كنتُ قاس معك؟ ربما يكون ذلك، فحبك ساكن وسط قلبي ولا أرضا عليك الذل ولا أقبل أن تعيش حياة (الاستغفال) من القاصي والداني، فاعذرني أيها الحبيب الغالي، وأهلا بك يا (أبو يمن) فالمكان الشاغر ملك من يعمره..    

 

السيد محمد علي العلوي

9 شوال 1431 هـ

18 سبتمبر 2010

مقالات مشابهة

اترك تعليق


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.