منطلق الاشتراك

بواسطة Admin
0 تعليق

حتى نتمكن من التفاهم فلابد من وجود جهة إتحاد بيننا ننطلق من خلالها في حواراتنا وتبادلنا لمختلف التجارب والخبرات والثقافات، ولو لا وجود جهة اتحاد لما تمكنا من الالتقاء على مائدة حوار أبداً، ولقد بين المولى تبارك ذكره هذا المفصل التواصلي في قوله (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)، فهذه الآية مظهرة لضرورة وجود جهة الاتحاد التي ذكرتها، وإلا فماهو السبيل إلى التعارف، وماهي آلته لو فقد كل اتحاد واشتراك؟

في لقاءاتنا على طريق العمل وطلب الإصلاح نحن نعول تأسيساً وتأصيلاً على مشترك القرآن الكريم والعترة الطاهرة كأرضية خصبة لا يختلف في حجيتها مسلمان، فضلاً عن المؤمنين، فعند الشروع في حديث ما أو توجيه النقد لظاهرة معينة أو سلوك ظاهر فبنائنا أن الفصل في كل القضايا هو النص المعصومي سواء كان قرآنياً أو عتروياً، ولكن الصدمة التي بدت قدرتنا الفكرية عاجزة عن استيعابها هي عدم استجابة القلوب للنداءات السماوية مهما بلغت دقتها واستحكم نصها حتى بدأ هذا المشترك الأصيل وهو القرآن والعترة يفقد قوته في المجتمع كجامع متماسك متين نلتقي عنده فكرياً وسلوكيا.

خذوا الشواهد التالية حتى يتم ما أريد بيانه في هذه السطور..

  • قال أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام): واحذر الغضب فإنه جند عظيم من جنود إبليس.
  • ويقول تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ.
  • قال الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): لعن الله الكاذب ولو كان مازحاً.
  • قال الإمام الصادق (عليه الصلاة والسلام): ليت السياط على رؤوس أصحابي حتى يتفقهوا في الحلال والحرام.
  • قال الحجة بن الحسن (أرواحنا فداه) في دعاءه المشهور: اللهم طهر بطوننا من الحرام والشبهة.

التحذير من الغضب.. اجتناب الظن.. النهي عن التجسس.. حرمة الغيبة.. حرمة الكذب ولو عن مزاح.. فرض العلم وطلبه.. وجوب تجنب الشبهة في الأكل فضلا عن الحرام…

هذا قليل جداً من كثير جداً مما تحركت به أقلام الكتاب ونطقت بحروفه ألسن الوعاظ وطالعته أعين النظار.. وخالفته مع سبق إصرار وترصد قلوبهم قبل العقول!

أوليس القرآن الكريم هو المتكلم، والمعصوم (عليه الصلاة والسلام) هو الناطق؟ أوليس فيهما الحجة البالغة من المولى تبارك ذكره على الإنسان؟

إذا كان ذلك كذلك، فلمَ الإعراض والحاكم الشاهد يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ)؟

كيف لنا أن نتفاهم ونتواصل فيما بيننا وآلة التفاهم والتواصل مغيبة بفعل العناد والغرور والتكبر؟

رسالة إلى كل من ألقى السمع وهو شهيد أوجهها من قلب هذه الحروف القاصرة.. فلنرجع أيها الأحبة إلى حاكمية القرآن وسلطان العترة الطاهرة، وإلا فالمآل إلى حيث الخسران المبين.

اللهم إني قد بلغت، اللهم فاشهد.

السيد محمد علي العلوي

25ربيع الأول 1431هـ

11 مارس 2010

مقالات مشابهة

اترك تعليق


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.