التشوهات الثقافية.. قلم يكتب فاتورة الغد!

بواسطة Admin
0 تعليق

images

لا أعلم جهة ثقافية أو فكرية مسؤولة تتبنى سلوكيات الضرب والطعن والتسقيط، بل وحتى من وصل سقوطه إلى حد السفور التام فإن المصلحين المسؤولين لا يسقطونه بقدر ما يناقشون سقوطه بموضوعية تامة حماية للبشرية وتقويمًا للأفهام الخاطئة، وهذه محاورات المواجهة بين أهل بيت النبوة (عليهم السلام) وبين أهل الباطل ممن هم دونهم وبتعدد مشاربهم وألوان فسادهم تظهر الكم الهائل من التناول الموضوعي المركز من جانب المعصومين (عليهم السلام)، وفي قباله الكم الهائل من التناول التسقيطي التشويهي الذي مارسه المبطلون ضدهم.

نطلب ونطالب ونسعى إلى مستقبل يكون فيه المجتمع المؤمن مجتمعًا متماسكًا قويًا ثابتًا، وهذا ليس في الوحدة والتقريب وما شابه كما يتصور البعض، ولكنه في فهم الاختلاف والوعي بموضوعية الطرح والبعد عن الذهول عنه لصالح الشخصنيات المستهلِكة للفكر والعقل وطاقات العطاء، وهذا النوع من مقدمات التماسك والقوة هو ما نفتقده اليوم وبشكل كبير قد وصل حد الافتقار الحقيقي، ومما أوجب هذه الحالة علينا مظاهر الاستسلام للطرح (المتخصص) في ضرب الآخرين بلا مراعاة لأدنى موازين وأخلاقيات النقد والتحاور، مما أورث حالة من التهتك الثقافي والتشوه الفكري البين.

نعم، هناك مقابلات ثقافية وفكرية واضحة جدًا كما هو الحال بين السياسيين في رؤيتهم السياسية للأحداث، فإن عجز السعي عن تحقيق التكامل بين طرفي المعادلة، فهذا لا يسوغ بأي حال من الأحوال التخندق المقيت في زوايا السب والشتم والسخرية والاستهزاء خصوصًا إذا ما أخذنا معتبرًا القاعدة الجماهيرية لكل من التوجهين العاملين في الساحة، إذ أن احترام الجماهير الشعبية واجب أدبي أخلاقي بلا شك.

ماذا يريدون؟ من هم؟ هل أن اتهامهم بالعمل الجاسوسي مبرر؟

لا أدري، ولا أريد أن أدري، ولكنني فقط أتمنى من الجميع عدم الاستسلام الثقافي لأي طرح حاد لا تراعى فيه أخلاق الإنسان السوي، وإن كان الاستسلام فإننا جميعًا سوف ندفع فاتورة باهضة الثمن في القريب العاجل عندما تستقر الأمور لفترة ولصالح جهة من الجهات، إذ أن لغة التخوين والبعد عن الموضوعية بما يشوف ويحرف الذوق العام سوف يعمق الهوة ويمنع من استثمار خطوط العودة عند الحاجة إليها، لذا فإنني لا أرى في التزمت والحدية والقاطعية التطرفية غير أداة يحركها العدو وبأساليب وأشكال متعددة استغل فيها كبار واستعملت فيها حتى بعض العمائم!!

وفي الختام سؤال:

هل ترى ضلال فلان؟ هل تراه خائنًا عميلًا فاسدًا مفسدًا؟

طيب، وماذا تريد بعد؟ هل تريد ضربه وفقط، أم أنك تريد جماهيره ومريديه؟

إن كنت تريد ضربه وفقط، فأنت تستحق (السحق) وإثبات تهمة السفاهة عليك، وانتهى.

وإن كنت تريد جماهيريه ومريديه، فإنهم لن يفكروا ساعة في الميل إليك إن كان مبناك هو الضرب في رموزهم وجهات ينتمون إليها.

ما العمل إذًا؟

العمل فقط وفقط في الطرح الموضوعي المؤدب وتحت شعارات ثلاثة:

الأول: (فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ).

الثاني: (لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ).

الثالث: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً).

  

السيد محمد علي العلوي

4 ربيع الأول 1434هـ/ 16 يناير 2013م

مقالات مشابهة

اترك تعليق


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.