بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آل المنتجبين الطيبين الطاهرين
ما أشبه اليوم بالأمس.
صراع الحق والباطل.. كان وما زال منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان إلى يومنا هذا، وقد تجلى صراع الغد واليوم بين الإسلام والكفر، بين الفضيلة والرذيلة، بين الصدق والكذب، بين الحق والباطل…
صراع تغيرت فيه الأدوات والمسميات والأدوار وبقى شبيهاً بصراع الأمس، إلَّا أنه في هذا الزمان يتَلَوْن ويتَلبَّس بلباس الإسلام تارة، وتارة أخرى بالحق والحقوق، وأخرى بالتطور والتمدن والتقدم والإنفتاح.
سهام الأمس التي أنطلقت من مخيم الباطل على مخيم الحق هي هي السهام نفسها.
بالأمس أنطلقت من معكسر الكفر سهام في كربلاء لتصيب الإمام (عليه السلام).. تصيب الإسلام والإيمان كله.
وما زالت تنطلق تلك السهام اليوم مستهدفة المسلمين في إسلامهم.. في عقائدهم وولائهم لأهل البيت (عليهم السلام)؛ فسهام الكفر والإلحاد قد خرجت من كبد قوس في كربلاء لتصيب اليوم قلب إسلام وإيمان وعقائد الإنسان.
وأنطلقت بالأمس من معسكر الباطل سهامٌ في كربلاء لتصيب الحب والولاء لأهل البيت (عليهم السلام).
وما زالت تلك السهام اليوم تتوجه لحبنا وولائنا لأهل البيت (عليهم السلام).. هي سهام التشكيك في قولهم ورواياتهم وحديثهم وحوداث جرت عليهم، والأدهى والأمر أنَّ كل من يفسح المجال لوصول هذه السهام يدَّعي وصلاً بليلى من خلال حرب التخوين والتفسيق والإقصاء.
أنطلقت سهام من معسكر الإلحاد في كربلاء لتصيب بالأمس الإمام المعصوم كالحسين (عليه السلام)، والشيخ الكبير كمسلم بن عوسجة وحبيب وزهير، والشاب كالأكبر والقاسم، والمرأة، كزينب عليها السلام والطفل كعلي الأصغر (عليه السلام).
واليوم ما زالت تلك السهام تنطلق متربصة بالعالِم في علمه وعمامته، بالشيخ الكبير في وقاره، وبالمرأة في عفافها وحجابها، بالشاب في نشاطه وقوته، بالطقل في ألعابه، بالرضيع في غدائه.
ما أشبه اليوم بالأمس.
هي هي السهام، والقوم أبناء القوم كانوا وما زالوا في حقدهم يترددون وفي طغيانهم يعمهون وبسهامهم يصوبون كل ذلك نحو الفضل والفضيلة والحق والحقيقة (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).
بالله عليكم يا محبي الحسين يا عشاق الحسين يا أتباع الحسين عليه السلام كفكفوا شتاتكم وكفوا السنتكم وطهروا قلوبكم ونياتكم ولا تجعلوا ذكرى الحسين الشهيد (عليه السلام) وتضحياته ذكرى ننفعل بتذكرها فقط، بل لابد أن نتفاعل معها ونحفظ أهدافها ونؤسس لغد بلا سهام تنطلق مِنَّا على أنفسنا أولاً ومن مخيم الباطل علينا ثانياً.
ما أشبه اليوم بالأمس فلا نجعل الغد كاليوم.
والحمد لله رب العالمين