في الغالب يكون ممن لا يكترث بالعواقب، حتى يصل إلى مرحلة لا يهمه فيها زجر والده، أو أن والده يكون قد تعب منه فلا يؤنبه ولا يفكر في ردعه، وقد يكون الأب ممن لا عناية له بأبنائه أصلًا..
مجموعة من الصغار ينقسمون في الملعب إلى فريقين بينهما كرة يقضون وقتهم في الجري خلفها وكل يحاول قذفها في مرمى الآخر، وفجأة يدخل أحد الصبية الأشقياء إلى الملعب.. (يا تخلوني ألعب، يا بخرب) ولأنه لا يحترم أحدًا ولا يكترث بالقوانين، فأي شيء لا يستبعد منه.. يسرق الكرة ويقذف بها بعيدًا.. يرمي بكرة أخرى ليخرب لعبهم.. يرجم الملعب بالحجارة، فالمهم أن (يخرب)!!
طيب، يا (ولد).. شكل لنفسك فريقًا وتعال لتكون طرفًا في منافسة ممتعة، وإن لم يكن في قدرتك تشكيل فريق منظم، فيمكنك الإنظمام إلى أحد الفريقين بكل ود واحترام والتزام، ولكنه لا يريد أي خيار غير أنه (يخرب)، بل وحتى إن سُمح له باللعب معهم، فإنه لا يمرر الكرة لأحد من رفاقه، وتراه يركض يمينًا وشمالًا ويتعمد القذف بالكرة بعيدًا، فهو في الواقع (مريض)، فلا يريد إلا أن يكون موجودًا تحت قاعدة (خالف تُعرف)..
نفسُ هذا الصبي لو أنه يبني شخصيته بأدب ورقي، ثم أنه يساهم مع آخرين في التأسيس لفريق منظم، فهو وبشكل تلقائي سيعيش حياة التطور والتقدم والحضور في الملاعب والميادين، وليس ببعيد أن يجد نفسه محطًّا لأنظار الجماهير والمتابعين، وحتى لو ظهر في طريقه الحساد والمبغضين فلن يكون الحسم بيد غير الصدق والإخلاص واحترام الملعب والجماهير وإن طال الزمن.
(.) على السطر.
السيد محمد علي العلوي
11 جمادى الأولى 1435 هجرية
13 مارس 2014 ميلادية