دعوة الشعراء والشيَّالة إلى الاعتماد على النصوص الشريفة في كتاباتهم الشعرية..

بواسطة Admin
0 تعليق

بالرجوع إلى ما تشرَّفتُ بطرحه في لقاء ذكرى مولد الإمام الحسين (عليه السلام) من دعوة الشعراء والشيَّالة إلى الاعتماد على النصوص الشريفة في كتاباتهم الشعرية..

تفضَّلَ بعضُ الإخوة بتساؤلات عن جهات من الفكرة، وكان منهم مِمَّنْ يكتبون القصيدة الحسينية ومِنَ الشيَّالة الأكارم..

بداية أُلفِتُ إلى أنَّها ليست فكرتي؛ فقد كان الأمر قبل هذه الحقبة هكذا، وقد سمعتُ في مجلس للعلَّامة الراحل الشيخ أحمد بن خلف آل عُصفُور (رحمه الله تعالى)، قال ما مضمونه وهو يقرأ قصيدة حسينية:

لا تحضرني رواية شريفة بهذا المعنى، إلَّا أنَّ ذكره (يقصد المعنى) في قصيدة هذا الشاعر تُرَجِّحُ عندي وجودها في رواية شريفة. (وكانت القصيدة بالعامية الدارجة).

قد نحتاج إلى التنبيه على أمور، منها: .
١/ أهل البيت (عليهم السلام) دينٌ، بل هم الدين، ولا يصحُّ التعامل معهم في خطاباتنا ومشاعرنا كما نتعامل مع بعضنا البعض، بل من المهم جدًّا أن يكون الخطابُ ثقيلًا ذا وزن وقوَّة ومتانة، وأن نجَنِّبه عبارات وتراكيب الغزل والهيام التي عادةً ما تُستَعمَل في قصائد العشق والغرام بين البشر، فهي لا تليق بمقام إحيَاء أمرهم العظيم.

٢/ عندما تُصاغ القصيدة فعلى شعراء الساحة المقدَّسة المُوقَّرين استعمال الألفاظ والتوصيفات الواردة في نفس الروايات الشريفة، وتجنُّب الوقوع في منزلق المرادفات وما نحوها.

٣/ الحذر من الاندفاع غير المُنضَبِط في مسألة (لسان الحال)، وعلينا بذل ما في الوسع للالتزام بما يناسب ويليق بمقام الوَلاية والعِصمة، فهو مقام يأتي بعد مقام الألوهية، فالأمر خطير عظيم.

٤/ ربَّما لاحظنا في السنوات الأخيرة شيئًا من التمحور حول الذات في بعض القصائد.. على هذا النحو:

أنا لا أريد جنَّة بلا حسين.. أنا العاشق.. لا تمسكوني.. في حب الحسين ما عندي قوانين.. أنا الخادم.. وما إلى ذلك من أمور لا علاقة لها واقعًا بإحياء أمر أهل البيت (عليهم السلام)..

إن أراد الشاعرُ أو الشيَّال توصيف حالته الخاصَّة، فليكن ذلك في ما بينه وبين الإمام (عليه السلام)، أمَّا في مقام الإحياء فالموضوع هو أمر أهل البيت (عليهم السلام) مِن علمٍ وسيرةٍ ومواعظ وفضائل وكرامات ومصائب ورزايا.. فالقصيدة في الإحياء لها أثرها البالغ في ثقافة وسلوك وأدب المؤمنين..

ينبغي لقصيدة الولاية التميز عن غيرها من سائر الجهات، فهي في الواقع عمقٌ رئيسي خطير في صياغة تدين المؤمنين وتقواهم وورعهم، وعلى وفق هذه الخطورة العظيمة من المفترض أن تكون الكلمات والطور والرصانة في الإلقاء، وهذا متعذِّرٌ جدًّا ما لم يكن المنهل الأوحد ومادَّة الإحياء الأولى والأخيرة هي النص المعصوم كتابًا وعترةً..

٥/ في أحيان، قد لا تكون قليلةً، تُخالِف توهماتنا وخيالاتنا ما كان عليه أهل البيت (عليهم السلام)، فنقع في محذور عظيم، وهو الاقتراح والفرض عليهم (عليهم السلام).

ملاحظة: مقطع الدعوة المذكورة موجود في مقاطع الحساب..

تاريخ المنشور: 29 مارس 2020 للميلاد

مقالات مشابهة

اترك تعليق


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.