أرض السواد.. بلاد الرافدين.. مهد الحضارات وحاضنة بابل..
لماذا كل هذا الدمار؟؟ كيف لقلوبٍ تروي زوَّار الحسين (عليه السلام) حبًّا، أن تنقلب فيما بينها سباعًا مُتنمرة؟!
في الواقع لا أدري؛ فما يجري في العراق مُعقَّدٌ وخيوطه متداخلة، ولا أرى من حقَّي التجاسر بالتحليل وأنا لا أملك من الواقع غير أقاويل تتصارع في الفضاء، وكل منها يُكذِّب الآخر..
أحاول أن أفهم.. وأدعو بالخير والصلاح للجميع..
بالرغم من ذلك إلَّا أنَّ أمرًا واحدًا أراه واضحًا وينبغي التنبيه عليه..
أعتقد بأنَّ من أكثر بذور الشرِّ التي دُفنت في أرض #العراق على مدى عقود طويلة، وأخذ الشياطينُ بريها وتسميد أرضها.. وأوهموا الناس كبارًا وصغارًا بجماليتها وأنَّها سوف تملأ الأرض بألوان التنوع والجمال..
إنَّها الأحزاب.. ومنها، بطبيعة الحال، التحزبات والاصطفافات..
أعان الله المؤمنين على ما انتهت إليه الأمور..
من هناك نقرأ لأنفسنا كلمة..
عندما نُصرُّ على تبرير التصنيفات الحزبية والتيارية، وعندما نُسبِغُ على اصطفافاتها ألوانًا شرعيةً من القرآن الكريم والحديث الشريف..
فنحن حينها على أهبة الاستعداد للانفجار كما انفجرت الأرض من تحت الناس في العراق..
قلِّد، وتبنَّى أفكارَ هذا الفقيه أو ذاك، ولكن لا تكن في جبهة قبال نظريات وأفكار فقيه آخر..
واللهِ (بكسر الهاء) لا تنتهي التحزبات والتيارات لغير الدمار واستهلاك العقول وإنهاك القلوب والنفوس..
قد يتحمل المسؤولية في العراق حكومةٌ أو مسؤولون.. ولكنَّ المسؤولية العظمى يتحملها عرَّابو الأحزاب وحمَّالو حقائب التصنيف..
هذا من أهمِّ ما ينبغي لنا التنبُّه إليه.. فنحن لا ندري أين الفأس من الرأس..
فلنترك الحسابات المُتكلَّفة ضد بعضنا البعض..
تاريخ المنشور: 30 نوفمبر 2019 للميلاد