بعد حذفي الـ (whatsapp)!

بواسطة Admin
1 تعليق

social-media1

لظرفٍ مُعيَّن، اتخذتُ قرارًا بإلغاء حسابي من برنامج المحادثات (whatsapp)، وحذف التطبيق من الجهاز، وبالفعل، قمتُ عندَّ حوالي الساعة 11:30 من ليل 13 من المحرَّم 1438 هجريَّة بإرسال آخر رسالة عبر هذا البرنامج أُخبر فيها الإخوة والأخوات بقراري، وأنَّ من يود التواصل فليتفضل بالاتصال مباشرة أو عبر البريد الإلكتروني.. ومن بعد ذلك قمتُ بعملية الإلغاء والحذف مباشرة.

بعد قرابة النصف ساعة وعلى مدى يومين استمرَّت الرسائل والمكالمات من الأحبَّة الذين أحمل لهم في قلبي كلَّ المودَّة والمحبَّة على مشاعرهم النبيلة، وهنا أسجِّلُ ملاحظتين:

الأولى:

البعض من الأكارم أشعرني بأنَّ حذفي لبرنامج (whatsapp) يُشبِه إقدامَ والدٍ على البراءة من ولده!

لقد كانوا في غاية الاستغراب من كيفية اتخاذي لمثل هذا القرار الذي وصفه بعضهم بـ(غير الحكيم)، وبعضٌ آخر بشَّر بأنَّ الأمر لن يستغرق معي أكثر من أيَّام وسوف أعود ثانية، وقالوا بأنَّه كان يتوجَّب علي ترك خطٍّ للرجعة!!

يبدو أنَّ أمر الـ(whatsapp) عظيمٌ..

الثانية:

بعد حذفي للبرنامج، وفي خلال ثلاثة أيام، لم أشعر بأيِّ نقص، ولا أراني أفتقد مناقشات أو حوارات أو أخبار سياسية أو اجتماعية أو غير ذلك، وبالطبع فإنَّني لا أفتقد على الإطلاق مظاهر التنازعات بين الإخوة أبناء الطائفة، ولا أفتقد تهديدات هذه الجهة بفضح تلك الجهة..!

لا أشعر أبدًا لا بشوق ولا بحنين ولا بأيِّ شيء من هذا القبيل، بل ما أشعر به حقيقةً هو انفتاحي على أمرٍ أحتاجُ لبحثه جيِّدًا، وهو أنَّ عدم افتقادي لشيءٍ مُعتبر في برنامج (whatsapp) قد يكون كاشفًا عن أنَّ ما لا يقل عن 95% من ما يرد فيه ليس بتلك الأهمِّية التي كنتُ، وغيري، نتصوَّرها.

ما أعتقده اليوم، هو أنَّ هذا البرنامج وغيره من برامج المحادثات وعموم برامج التواصل الاجتماعي، تُحكِمُ وجودَ نفسها في الزوائد الحياتية، ولا قدرة لها على الاقتراب من أصولها التي نتمكَّن نحن من البناء عليها خارج ضغوط هذه البرامج.

أشعُر بعد حذفي (whatsapp) بارتياح، وقدرة أكبر على العطاء، خصوصًا بعد أن خلَّصت نفسي من بعض مسبِّبات الضغوط الذهنية والنفسية، مثل الـ(instaqram) والـ(facebook) وقبلها (tweeter)، فالحمد لله على نعمة الـ(freedom).

ملاحظة (صغنونة):

لا شكَّ ولا شبهة في وجود الكثير من الفوائد من عموم برامج التواصل الاجتماعي، ولكنَّها فوائد غير مفقودة مع عدم هذه البرامج، وهذا أمر أتمكَّن من مناقشته مطوَّلا، والخيارات الرائعة هي:

تفضلوا بزيارتي..

نلتقي في مكان عام..

مراسلات بالبريد.. الكتروني وغير الكتروني..

وحلاوة الثمرة سوف تكون في نضجها الطبيعي، وليس السريع (الإلتكرتوني).

السيد محمَّد علي العلوي

17 من المحرَّم 1438 هجريَّة

19 أكتوبر 2016 ميلادية

مقالات مشابهة

1 تعليق

إكسير.. هل أنت (بطل)؟ | صوت الغدير 26 يناير، 2017 - 8:19 م

[…] مقالي بعد حذفي لنفس البرامج: http://main.alghadeer-voice.com/archives/4127 […]

رد

اترك تعليق


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.