اليهود في تاريخ الحضارات الأولى

بواسطة Admin
0 تعليق

كتاب- اليهود في تاريخ الحضارات الأولى

إسم الكتاب: اليهود في تاريخ الحضارات الأولى

المؤلف: غوستاف لوبون
ترجمة: عادل زعيتر

الطبعة الأولى ٢٠١٤ ميلادية
عدد الصفحات: ٩٣
الأهلية للنشر والتوزيع – المملكة الأردنية الهاشمية
……………

في مراحل أربع يتحدَّث المؤلف حول أبعاد أربعة في تاريخ اليهود، أمَّا المراحل فهي:

١/ مرحلة موسى.
٢/ مرحلة شاوُل.
٣/ مرحلة داود.
٤/ مرحلة سليمان.

يتحدَّث فيها عن:

١/ البعد العِرقي.
٢/ البعد الأخلاقي.
٣/ البعد الديني.
٤/ البعد الأدبي.

يبني غوستاف لوبون نظريته عن اليهود على ما يراه حقيقة، وهو كونهم من أرذل شعوب الأرض وأخسِّها طباعًا وتوحشًا، وذلك من أصول بدوية بعيدة كل البعد عن الحضارة والمدنية، مما ولد عندهم عقدًا نفسية رافقتهم على طول خطِّهم الوجودي، وهذا بالإضافة إلى احتقار الحضارات بهم، فقد استعبدهم المصريون وساموهم سوء العذاب قبل فرارهم بقيادة موسى من مصر إلى حدود فلسطين لتبدأ مع شاوُل أوَّل وحدة لبني إسرائيل، وهذا ما مهد لداود الانطلاق بقومه نحو مدنيتهم الأولى، فانتزع لهم أوشليم وأهداهم إياها إعزازًا لهم.

ومن بعد داود جاء ولده سليمان ليُدخل بني إسرائيل حياة الترف بفضل سياسته وتحالفاته التي وقف خلفها دهاء ما كان ليتوقع من قبائل اليهود المتوحشة القابعة في أسفل الدرجات وحشية وتخلفًا.

بعد سليمان عادت الفوضى والتيه لتجتاح العبريين وتجعلهم لقمة سائغة للقوى العظمى التي لم تتردد في اتخاذ إجراءات القضاء على قذارة الأرض المتجسدة فيهم، فسحقت مدينة تدمر التي بناها سليمان تقليدًا واستلهامًا من المصريين وحضارة الرافدين.

تميَّزت الأدبيات الإسرائيلية بالحث على الوحدة ونشر التراحم بين أبناء العرق السامي، وهذا -في تصوري- من أهم مراكز القوة في الوجود الإسرائيلي، أضف إلى ذلك تركيزهم على التحذير من نسيان ذاك اليوم الذي استعبدهم فيه المصريون، فقد جاء في سفر التثنية:
واذكر أنَّك كنتَ عبدًا في أرض نصر“!

كما وقد كان للنزعة التجارية دور مهم أهل الإسرائيلي للتغلغل في عمق المجتمعات المدنية، خصوصًا وأنَّه برع في حقل السمسرة ونقل الأموال، إضافة لاحترفه النهب والغزو كما هو طبع البدو الأعراب تمامًا.

يشير المؤلف إلى الاستراتيجية الوجودية لبني إسرائيل، ويلخصها في اعتمادهم القتل والحرق والصلب والنشر بالمناشير والإعدامات الجماعية ضد كلِّ قرية يقومون بغزوها أو ناحية ينزلون بأرضها، ويرى أنَّ هذه الطباع الوحشية نتاج لضيق صدورهم وعمق الجبن في نفوسهم، فهم يمارسون هذا السلوك الغابوي ضد عقد الجبن فيهم قبل أن تكون ضد الآخرين.

هذا ما دار عليه بحث المؤلف الذي لم أجده فيه، فقد كان غوستاف لوبون في سايكولوجية الجماهير وفي روح الاجتماع شخصًا مختلفًا عن غوستاف لوبون في هذا الكتاب؛ فقد كان هناك العالم الموضوعي الذي يصرفك عن شخصه ويوجهك بعلمية لطيفة لمادة بحثه، ولكنَّه هنا يُجبرك على العكس، وبالرغم من موقفنا العقدي والتاريخي من بني إسرائيل، إلَّا أنّني وجدتُ الكتاب ميدان للتفريغ النفسي، وهذا بغض النظر عن مناقشة ما جاء فيه.

عندما قرأتُ مقدَّمة المُترجِم سارعت لابتياع الكتاب وشرعت في قراءته بحثًا عن موضوعية لفتتني إليها مجموعة من العناوين خطرت ببالي، وبالفعل وجدتُ في الكتاب الكثير، ولكن ساءني أسلوب الكاتب الذي عانى كثيرًا من صراعات -بدت لي- نفسية ظهرت في جُلِّ صفحات كتابه.

وثمَّة أمر أكثر سوءًا، وهو الترجمة، فقد كانت صادمة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، إلى درجةٍ خال لي أنَّني أقرأ كتابًا يحاول أن يكون عربيًا!

أنهيتُ الكتاب في حدود سبع ساعات مقطعة، ولا أراه -في نظري- يستحق أكثر من نجمتين.

السيد محمَّد علي العلوي
18 جمادى الأولى 1437 هجرية

27 فبراير 2016 ميلادية

 

http://www.goodreads.com/review/show/1561149553

 

مقالات مشابهة

اترك تعليق


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.