كيف تشكَّلَت ثقافاتُنا وعقلياتُنا وسلوكياتُنا التي نمشي ونُعرَف بها اليوم؟
هي ليست أكثر من نتيجةٍ لما عشناه بالأمس، فنحن اليوم صنائع الأمس، وفي الغد صنائع اليوم.
عندما لا نُفكر في غير يومنا، فإنَّنا في الواقع تائهون غافلون عن حصاد أيدينا عمَّا قريب..
يقول تعالى (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)..
ويقول تبارك ذكره (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ)..
لن يكون بعد حين أحدٌ في مأمن مما يجري اليوم، فكلُّ الجرائم والاستعداءات والتسطيحات وتضييع الحقائق وتعمية الأبصار والبصائر، سوف تعود وبالًا على المجتمعات يوم يُقلبُ عاليها سافلها.
العالم اليوم في سَكرَةٍ عظيمه لن يفيق منها إلَّا من بعد فوات الأوان..
ولكن.. للمؤمنين خطاب من أميرهم (عليه السلام)، يقول فيه: “كن في الفتنة كابن اللبون، لا ضرع فيُحلب ولا ظهر فيُركب”.
وقد قال رسولُ الله (صلَّى الله عليه وآله):
“لتأتين على أمتي أربع فتن، الأولى تستحل فيها الدماء.
والثانية تستحل فيها الدماء والأموال.
والثالثة تستحل فيها الدماء والأموال والفروج.
والرابعة صمَّاء عمياء مطبقة، تمور مور السفينة في البحر، حتَّى لا يجد أحدٌ من الناس ملجأ.
تطير بالشام، وتغشى العراق، وتخبط الجزيرة بيدها ورجلها.
يعرك الأنام فيها البلاء عرك الأديم، لا يستطيع أحدٌ أن يقول فيها مه مه!
لا ترفعونها من ناحية إلَّا انفتقت من ناحية أخرى”.
وكم نحن اليوم في حاجة متعاظمة إلى الحكمة (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ).
نسألُ الله تعالى بحقِّ وجاه محمَّد وآل محمَّد أن يُعرِّفنا نفسه لنعرف نبيه، وبرساليته نعرف حجَّته، فنُعصم من الضلال.. إنَّه سميع مُجيب.
السيد محمَّد علي العلوي
٢٨ من شهر رمضان ١٤٣٧ هجرية
٤ يوليو ٢٠١٦ ميلاديّة